نجاح أي اتحاد كرة في العالم ليس بإقامة النشاط وتنظيم الدوري.. فتشغيل الدوري تؤديها الاتحادات الناجحة والراسبة باعتبار أن إقامة الدوري واحد من المسلمات والبديهيات التي لا اختبار فيها ولا تمحيص لنجاح أي اتحاد.. أما إذا تأخر موعد إقامة الدوري – تأخير فقط - فذلك يعد سقوطا مدويا لأي اتحاد يقود اللعبة.. فنحن هنا لا نعقب على اتحاد الكرة الحالي، ولا نصفه بالفشل، لأن جميع قيادات الكرة في بلادنا ظلت حكاية تأخير الدوري صفتها المشتركة وعلامة تميزها، وخاصية قيادتها للكرة اليمنية منذ عشرين عاما.. ونستغرب تماما كيف لتلك القيادات وحتى يومنا هذا لم تحترم نفسها، ولم تعترف بفشلها في تأخر الدوري، ولم ترم بتلك الورقة البسيطة في وجه الجهة الإدارية.. لأننا كما يبدو لا توجد عندنا في اليمن مثل تلك الورقة أو أن الجمارك أو حرس الحدود منعوا الورقة من دخول اليمن (الاستقالة).. إلا إذا كانت هناك أسباب وعوامل تحول دون تقديمها بعضها موضوعي أو ذاتي، وكل يفسرها بطريقته.. مصالح وطن أو مصالح بدون منافع قلوب أو منافع جيوب!.
فإقامة المنافسات الكروية بمختلف الدرجات والأعمار واحدة من أسهل وأبسط واجباتها بعدد من المستويات أولها الانتظام والالتزام الحديدي بالمواعيد - بدء ومنتهى - ورفع المستوى الكروي العام، وتطوير مستوى الأندية لإعانتها في منافساتها الداخلية والخارجية، ومد الفرق الوطنية (المختلفة) بالعناصر والمواهب التي تفرزها المنافسات وتكتشفها عيون الخبراء.. وهناك الكثير من الأسباب ليس مجالها الآن!.
نجاح اتحاد من فشله مرهون ومربوط بمنظومة عمل اتحاد الكرة في الأمدين القريب والبعيد، وارتباطهم ببعض ارتباطا علميا تخطيطيا سليما ومتناغما مع بعضه البعض نحو الأمام منها الجانب التنظيمي والإداري.. بالله عليكم كيف هذا العمل عندنا منذ عشرين عاما.. بحمد الله يمشي للوراء.. العشوائية في استقبال الوفود ومغادرتها.. في تنظيم المباريات والاعتذار منها.. في رضح وفودنا أو القادمين إلينا بالساعات في المطارات.. سقوط تأشيرات واستبدال آخرين بدلا منهم.. وهناك الكثير والكثير.. العشوائية تفتك بنا من كل جانب التحكيم، اللجان الفنية، المسابقات، مستوانا فيها درجة الصفر وإذا كانت هناك درجة أدنى من الصفر لأخذناها بامتياز.. كرتنا اليمنية (قبيحة عاشقاها السل والجرب) في الفرق الوطنية التراجعية، في تزوير الأعمار، / في سوء الاختيار، في عشوائية المشاركات، في سلق البيض في الإعداد لها ووو.
أما حكاية تأخر مخصصات وتأخيرها فهذه شماعة.. والصحيح عصا غليظة يلوح بها بعضنا ضد بعض أن اختلفنا أو تحاسبنا أو لعبنا (تحت الحزام)، لأنه لا يمكن أن تقود اتحاد، وأنت مفلس أو المخصصات تأتيك من (أبي الدكان) وأي اتحاد لا يعتمد على إمكانياته أو على حلول بديلة فضرره أكبر من نفعه.. ولا تسألوا كيف عالجنا التأخير المواسم السابقة!.
نعلم يقينا أن هناك خلافا واختلافا بين هذا وذاك.. فمنذ متى اتفقت الوزارة - أية وزارة - مع اتحاد الكرة - أي اتحاد للكرة - هل تريدون تقليب دفاتر الماضي؟!!.. فيا ما في الجراب يا حاوي!.. ليس كرتنا.. ولكن رياضتنا عامة بحاجة لمن يذهب بها إلى فضيلة المفتي أو المقصلة ويسلمها لعشماوي يدا بيد.. والاستعانة بصديق خارجي هذا إذا أردنا, ولكننا لا نريد.. ولا نريد.. واسألوا عمرو أو يزيد.
.
عيدروس عبد الرحمن
تأجيل الدوري.. أعطوها لعشماوي.. لوقف البلاوي! 1638