أثيرت مؤخرا في الدوري الألماني لكرة القدم ضجة شديدة من قبل مدربي معظم الأندية على اختلاف درجاتها ووصلت الحمى للجماهير الرياضية والمتابعين والمختصين بالشأن الرياضي بضرورة استحداث كرت جديد في قانون اللعبة إلى جانب الكرت الأصفر و الأحمر المتعارف عليهما، بحيث يستخدم للحالات الخفيفة على حد زعمهم والتي لا تستدعى إشهار الكرت الأصفر الذي قد يخلق مشاكل كبيرة لمعظم الأندية باستبعاد لاعبيها المميزين والذي بمقدورهم تغير مجرى المباريات وحرمانهم من المشاركة مع فرقهم بسبب حصولهم على الكرت الأصفر لمرتين متتاليين في المباراة نفسها بسبب أخطاء بسيطة قد تؤثر على قوة المنافسة بالنسبة لأقوى دوري أوروبي من حيث المتابعة والحضور الجماهيري.
ويرجع السبب الرئيس لمطالبة باستخدام الكرت الأخضر هي تلك الحادثة التي تسببت بسخط كبير لجماهير نادي هانوفر لحصول لاعبهم على الكرت الأصفر الثاني والطرد نظرا لنزعه للقميص بعد تسجيله لهدف في مرمى الفريق الخصم، يعدها قامت الدنيا في المدرجات وأهتاج الجمهور، وكذلك مدرب الفريق الذي عبر عن استيائه الشديد إثر تلك العقوبة الظالمة من قبل حكم المباراة ومن ثم بدء الموضوع في التصاعد حتى وصل لأصحاب القرار في الاتحاد الألماني وذكرت بعض الصحف الألمانية أن اتحاد الكرة سيتقدم بمذكرة للاتحاد الدولي – الفيفا – يلتمس فيها إدراج الكرت الأخضر لقانون اللعبة علاجا لمثل هذه الحالات وتم ذكر عقوبة هذا الكرت بإيقاف اللاعب لمدة تتراوح بين الخمس والعشر دقائق كما هو حاصل في منافسات كرة السلة و الطائرة.
ترى هل يفعلها الاتحاد الدولي ونرى الكرت الأخضر قريبا في ملاعب كرة القدم، أم أنهم سيبدلون اللون المقترح من الألمان للون الأسود، أم أن بلاتر سيمانع كما فعل بالسابق بالنسبة لموضوع الكاميرا المعلقة بعارضة حراس المرمى؟!!.. هذا ما سنعرفه في القريب العاجل.
لكن الذي لا ولن نعرفه - دائما وأبدا - في بلادنا هو بداية دورينا المجهول، فالدوريات في العالم شغالة، وقد دخلت في أسبوع الثامن والتاسع، واتحادنا نائم في العسل والحال كذلك في أنديتنا أذن من طين و أذن من عجين، فلا استعدت ولا تمارين وليس هناك برامج عمل للمدربين والأمور كلها ما يشبه بالبركة، وما زاد الطين بله أن إدارات تلك الأندية سابحة في ملكوت الله وبعد ذلك نظل نكتب وننتقد الأداء العام والمستوى الهزيل للدوري، فنسمع تلك الاسطوانة المشروخة في كل مرة بأن الاستعداد كان ضعيفا، ونحن مازلنا في بداية الدوري الكلام نفسه والمبررات نفسها.
طيب.. أين أنتم يا محترمين إننا في مدة التوقف والتي استمرت لمدة شهرين أو ثلاثة, على ذكر ذلك من شاهد مباراة العين و الأهلي الإماراتي والتي انتهت بفوز الأهلي بسداسية مقابل ثلاثة للعين وهي بالمناسبة في الأسبوع الأول وشاهد ذلك المستوى الأكثر من رائع لأدرك فعلا أننا أصحاب الأقوال وليس الأعمال.
وقد تكون حجة وذريعة اتحادنا هو دوري الدرجة الثانية، وها هو أيضا تحددت الفرق الصاعدة واتحاد الكرة لم يحدد موقعه بعد هل سينطلق الدوري أم سيتأجل؟!!.. وهذا ما يذكرني بكارثة الدوري المصري وكلنا يعرف حجم تلك الكارثة، ولكن على اختلاف أن كارثة دورينا من وجهة نظر الكثيرين تعد أدهى وأمر باعتبار أن المسيرين لدورينا أحياء بحكم الأموات وفاقد الشيء لا يعطيه!!.
ما أخاف منه وأخشاه.. واعتقد أنه سيحصل ذات يوم هو بقاؤنا على كوكب الأرض نحن اليمنيين بمفردنا نتبرطع في ملاعبهم، ونستمتع بما وصلوا له بينما هم قد غادرونا ورحلوا لسطح القمر نظرا للفارق الضوئي بيننا و بينهم.. والله من وراء القصد.
عيدروس الفقيه
الكرت الأخضر.. ودورينا 2399