مما لا شك فيه ويتفق عليه معي الكثير إن لم يكن الجميع بأن القرار المجحف بل والظالم بحق صقور الحالمة تعز بتهبيطه للدرجة الثانية في الموسم قبل الماضي قد رمى بظلاله وأثر سلبيا على المستوى العام لأندية الدرجة الأولى في الموسم السابق.
فظهر مفتقدا لكثير من الندية والإثارة والتشويق ولم يكن هناك فريق ثابت في مستواه والدليل على ذلك اختلاف متصدر الدوري من أسبوع لآخر.
وظلت الفرق تتصارع بأسلوب عجيب وغريب ولم ترتقِ تلك الصراعات حتى لمستوى المتوسط نظرا لغياب المنافس القوي الذي تهابه وتخشاه أغلب الفرق وتعمل له ألف حساب.. وقد شارك الاتحاد العام لكرة القدم أيضا بظهور دوري الدرجة الأولى بصورة رديئة وخالية من أي مظهر جمالي والنتيجة دوري كرتوني هش لم يقدم المتعة الحقيقية لمحبي ومتذوقي الساحرة المستديرة في بلادنا ويرجع ذلك طبعا لكثرة التأجيلات والتوقفات من قبل اتحادنا الكروي المعجون بحب العشوائية والتخبط والكيل بمكيالين.. وجاءت المحصبة بدوري ضعيف وعزوف جماهيري مخيف ومتابعة لا تذكر من قبل الرياضيين أنفسهم.
عندما أتحدث مع مجموعة من الأصدقاء عن دوري الدرجة الأولى وعن أنديتنا وما وصلت إليه من تنافس وأحاول بقدر الإمكان فتح باب النقاش والحوار أصاب بخيبة وصدمة كبيرة وأتعرض لوابل من الانتقادات والسخرية ويتهموني بالهبل لدرجة أن أحدهم قال لي بالحرف الواحد "أنت مجنون لم يعد هناك أحد يتابع حقك الدوري اليمني هذا إلا أنت!!".
المهم أن دورينا (مدوخنا لمائه درجة) سيعاود الانطلاق من جديد، لكن هذه المرة بوجود الصقر التعزي العائد بسرعة البرق لمكانه وموقعه الطبيعي، وهو الفريق الوحيد في الجمهورية اليمنية الذي يستطيع إحداث الفارق لنعطي كل ذي حقا حقه، ولنعترف بشجاعة بأن وجود الصقر في الدرجة الأولى له قيمته الخاصة ومعناه الحقيقي إذ يشكل وجوده صداع مزمن وحجرة عثرة لبقية الأندية لا تتعافى منه إلا بزوال المؤثر في نهاية الموسم, إذ لا تنفع المهدءات والمسكنات مهما كانت قوتها لالتئام جروح الهزيمة التي تتعرض لها الفرق الأخرى إلا بالفوز على الصقور وهذا طبعا لا يحدث إلا نادرا و النادر لا حكم له.
إذا فلتستعد الأندية جيدا ولتبكر بالتجهيز لمواجهة الكارثة التي ستحل عليهم في موسم قادم سيكون مختلف تماما عن سابقيه لأن الصقر قادم بقوة وفي أتم الاستعداد، وهناك نية أكيدة لديهم بتحقيق بطولة الدوري القادم للرد على ذلك القرار الظالم عن طريق الإنجازات ليس إلا, واثبتوا - فعلا - من خلال تصدرهم ونجاحهم الباهر بتصفيات الدرجة الثانية سواء في التجمع الأول في عدن أم الثاني في صنعاء، وقد توجوا كل ذلك بفوزهم على وحدة صنعاء بهدف دون رد في اللقاء الأخير على كأس دوري الدرجة الثانية.. فالوجود الصقراوي له نكهة خاصة وجماهيرية غير عادية, نتمنى أن يكون الموسم المقبل على غير العادة، وذلك لعودة الروح للدوري من جديد وبالتالي عودة الجماهير الرياضية لملاعب عموم محافظات الجمهورية من محبي ومتابعي الفانلة الصفراء.
كل التوفيق لصقور تعز، وليحلق في سماء الإبداع كل تلك الجهود التي أثمرت بصعود الفريق للدرجة الأولى ممثلة برئيس النادي ونائبه والأمين العام وكل المخلصين، وأخص بالذكر الكابتن مروان الأكحلي المدرب الشاب الذي نجح في الاختبار، وأثبت للجميع أن تجاربه السابقة كمساعد مدرب آتت ثمارها، ولا ننسى الكابتن محمد درهم مدرب الحراس كل التهاني و التبريكات بالمقام الأول وقبل الجميع للاعبي الفريق الذي لولاهم لما عاد الصقر لموقعه الطبيعي.
عيدروس الفقيه
عودة هذا الفريق كارثة 1983