المعروف أن عمر أي اتحاد رياضي منتخب هو أربع سنوات، وهو مطالب خلالها بتنفيذ برنامجه الانتخابي بما فيه من خطط تهدف إلى رفع مستوى اللعبة محليا، وبالتالي الوصول إلى بناء منتخبات وطنية قوية قادرة على المنافسة خارجيا بما يعكس الصورة التي وصلت إليها هذه اللعبة أو تلك على الصعيد المحلي، والحديث هنا عن لعبة بما فيها من تشعبات على مستوى مختلف البطولات للكبار والفئات العمرية، وكذلك المنتخبات بمختلف الأعمار، وفي جانب التنظيم والإدارة وتأهيل الحكام والمدربين، والسنوات الأربع – بطبيعة الحال - زمن طويل من عمر الإنسان، وفيها تتحقق المعجزات إن وجدت من يسهر على إنجازها وإخراجها إلى مساحة التحقيق وفق خطط مدروسة تعتمد على الإمكانيات المتاحة وترتكز على عمل مؤسسي خالٍ من الأمزجة والانفراد الغبي بالقرار.
وفي مستهل عامنا الحالي نشر محلق "أخبار اليوم الرياضي" في صفحته الأخيرة لقطة تحدث فيها عن الاستحقاقات التي تنتظر الكرة اليمنية في هذا العام، والتي كان من ضمنها إعداد المنتخب الأول لبطولتي كأس العرب وغرب آسيا، وإعداد منتخب تحت 22 سنة للتصفيات الآسيوية الأولى، بالإضافة إلى إعداد منتخب الناشئين لنهائيات أمم آسيا تحت (16) سنة المقرر انطلاقها في إيران الأسبوع المقبل، وتلك – بلا شك - ما هي إلا جزئية بسيطة من المهام التي من المفترض أن يقوم بها الاتحاد(الناجح)عبر مؤسساته المتخصصة ولجانه الخاصة، أكان اللجنة الفنية أم لجنة المنتخبات أم لجنة الناشئين والشباب.
لكن الأمر انطبق عليه القول: "لقد اسمعت لو ناديت حيا"، فها نحن نودع الربع الثالث من العام، وهاهي الاستحقاقات على الأبواب والمنتخبات مازالت تفتقر إلى الإعداد المطلوب والمناسبة لدخول تلك البطولة المستحقة المجدولة منذ مدة كانت مناسبة لكي تحصل هذا المنتخبات على الإعداد المطلوب.
لا يقول لنا الاتحاد اليمني لكرة القدم عبر أمينه العام حميد شيباني اتفقنا مع الجهاز الفني على أن تكون البطولة الفلانية مرحلة إعداد للمنتخب العلاني، فهذا منطق غريب وعجيب ولا يقبل به من يفهم أبجديات الرياضة، لأن البطولة الرسمية غير المباراة الودية والمعسكرات المغلقة على الأقل من حيث الأهداف والمتطلبات.
وكنت كتبت قبل أسبوعين عن الأمل اليمني الذي كان وسيظل بحاجة للعمل، وأعود هذا الأسبوع للكتابة عن القضية نفسها المؤكدة، وهي فشل الاتحاد اليمني لكرة القدم في تسيير أمور كرة القدم بشكل يساعد على التطوير، أكان عبر فشله في إعداد المنتخبات الوطنية أم تسيير موسم محلي متكامل أم حتى إقامة بطولات للفئات العمرية على مستوى الناشئين والشباب، كما ورد في برنامجه الانتخابي(!!)، إنه اتحاد فاشل لم ينجح في إقامة معسكر خارجي للمنتخب الوطني للناشئين قبل الذهاب للدفاع عن طموح التأهل إلى نهائيات كأس العالم طوال عام من الوعود، فما بالك بتنفيذ الخطط والاستراتيجيات العامة لتطوير الكرة اليمنية.
بالأمس كتب المنسق الإعلامي للمنتخب الوطني للناشئين عن خيبة الأمل التي أصابت المنتخب بلاعبيه وجهازيه الفني والإداري جراء الإهمال والفشل الذريع في الحصول على مباريات ودية ومعسكر حارجي قبل نهائيات آسيا، وهي كلمات ما كان لها أن تخرج بقلم موظف لدى هذا الاتحاد لولا أن السيل بلغ الزبى، وبما أنها بقلم موظف محسوب على الاتحاد فإنها تختصر حالة الإحباط العامة التي أصابت أسرة كرة القدم بشكل عام من الفشل المتلاحق لهذا الاتحاد.
فرحان المنتصر
اتحاد الكرة.. فشل وخيبة أمل!! 2085