أشفق كثيرا على كل من يعمل مع اتحاد أحمد صالح العيسي لكرة القدم من المدربين الوطنيين لأنه بكل بساطة يربط عمله بالوعود، فيعيش على أمل تحقيقها، فيفشل بها وينتهي مستقبله التدريبي بسببها، لأنها تظل وعود.. وهذا مصير كل مدرب يعمل مع العيسي، فالعيسي بمنطق هذا المدرب أو ذلك رجل طيب ومتعاون، ويوجه المعنيين بتوفير كل شيء لإنجاح مهامهم، لكن - والكلام للمدربين – لا شيء يتحقق من ذلك على واقع الميدان، فوعود العيسي تبقى - دائما وابدأ - وعود غير ممطرة إلا ما قام على تنفيذها العيسي بنفسه، وهو نادر جدا، لأن العيسي غير قادر على القيام بأي شيء لأنه يفتقد للخبرة وللوقت، ولا ننتظر من اتحاده القيام بذلك، لأنه باختصار يقود اتحاد رياضي يعتمد على مزاج الشيخ بعيدا عن المؤسسية التي تعترف بأن لكل شخص مسئوليته واختصاصه.
أقول هذا أو أذكر به، وأنا أتحدث اليوم تحديدا عن المنتخب الوطني تحت (16) سنة الموعود بالمشاركة في نهائيات أمم آسيا للعبة بعد أقل من (20) يومًا، وبعد مرور أكثر من عام كامل على تأهله إلى النهائيات بجدارة لم يخض خلالها حتى مباراة ودية واحدة ناجحة مخطط لها من قبل الاتحاد العام لكرة القدم برئيسه وأعضائه وكل لجانه عدا مباراة مزورة مع فريق حارة من حواري معسكر مصر وأربع مباريات رسمية في كأس العرب، ونحن وأنتم نعرف الفرق بين أن تخوض مباراة ودية تجريبية لها أهدافها وفوائدها أو تلزم بخوض مباراة رسمية لها أضرارها.
وتصوروا بأي حجم ترونه مناسب، فنحن في زمن الديجتيل، مع أن المنتخب تأهل إلى النهائيات قبل عام.. ومع أنه دخل المعسكر الداخلي في صنعاء منذ نصف عام.. ومع أن الفشل واضح وفاضح في عملية إعداده للنهائيات، إلا أن هناك من مازال يتحدث بأمل عن ولادة منتخب أمل جديد يعيد ذكريات التأهل إلى مونديال الناشئين من بوابة طهران بعد تجاوز منتخبات تفوقنا إعدادا وجاهزية ومعسكرات.. وهنا يمكننا أن نسألهم عن أي أمل تتحدثون عن أمل 2002م بكل علاته وتشوهاته الفاضحة في الأعمار أما عن أمل 2012م بصورته الحالية التي لا شك هي انصع وأجمل لكنها كانت ومازالت بحاجة إلى جهد وعمل وربما ضبط أعمار، كما هو حال كرتنا اليمنية التي ستظل بحاجة إلى قيادة واعية تعمل وفق خطط وتسير عملها بناء على برامج بعيدا عن العشوائية والفشل المرتبط بمزاج الشيخ!!.
وعود على بدء أقول مسكين الكابتن أمين السنيني وغيره من المدربين الذين قبلوا العمل مع هذا الاتحاد العاجز، فلاهم حققوا هدفهم في الحصول على رواتب مجزٍ بعقود محترمة تتناسب مع صفاتهم كمدربين للمنتخب اليمني ولاهم حققوا ما ضحوا من أجله عندما قبلوا العمل مع هذا الاتحاد وتحققت لهم ظروف تنفيذ أفكارهم وخططهم في بناء منتخبات وطنية قوية لمقارعة نظيراتها وفق معطيات تضعها على خط المنافسة وتضمن لها الوصول على مبدأ تكافؤ الفرص في الإعداد والتجريب، ومن ثم الصراع على البطولات.
فرحان المنتصر
الأمل يشتي عمل!! 2256