أعتقد أن هبوط أبناء القلعة الحمراء للدرجة الثانية لم يأتِ بمحيض الصدفة أو بضربة حظ، بل جاء منطقيا، ولنكن أكثر واقعية نظرا للعاصفة الهوجاء التي هبت على أركان فأتت على كل زاوية فيه ابتداء بالإدارة واللاعبين وانتهاء بالمشجعين الذين تقبلوا ذلك من أسبوع لآخر، وتأكد ذلك من خلال عدم حضورهم طلية مباريات الموسم سيما الجولات الأخيرة بشكل كبير وواضح.
ولم تكن مسألة الهبوط بالمفاجئة والفاجعة للجماهير الحمراء، بل جاءت مترجمة لتلك التراكمات والمشاحنات التي كانت تطبخ على نار هادئة بين إداراته السابقة واللاحقة كأشخاص، لكن النتيجة جاءت لتطيح بنادي عريق كالأهلي للدرجة الثانية دون رحمة أو شفقة، وكان بإمكان إداراته الجديدة برئاسة الأستاذ فكري قاسم تدارك الهبوط لأنه كان مازال هناك متسع من الوقت، لكنها فشلت في ذلك!!.
يمكن القول إن أهلي تعز لم يكن في بداية الأمر بذلك المستوى المخيف سواء في أدائه أو نتائجه، بل تعقدت بعد ذلك وتراجعت تراجعاً مخيفا، والسبب الرئيس في ذلك هو الدعم المالي، والمشاكل والزوابع التي جاءت متتابعة مجسدين بذلك مقولة: "المصائب لا تأتي فرادا"، فأصابت الفريق من منتصف الدوري ورافقته حتى نهايته.. تساؤلات قد تطرح هنا وهناك لمعرفة الأسباب الحقيقية لهبوط نادٍ كبير كأهلي تعز له سمعته ليست بالعادية وجماهير عرضة!.. من هو المسئول عن هبوط النادي إلى دوري المظاليم؟!.. وهل هناك جهات مستفيدة من ذلك؟!.. للإجابة عن هذا السؤال بكل صراحة وبعد سؤالي لعدة أشخاص قريبين من الإدارة الأهلاوية ومن اللاعبين أنفسهم وللمصادفة أن أجابتهم كانت تقريبا واحدة، وارجعوا السبب لأبناء النادي أنفسهم وللجمعية العمومية، ولكل من تهاون وتقاعس في الإدارة الجديدة عن حل مشكلات النادي في وقته وأوانه.
ومن ناحية الجهات المستفيدة فأعتقد أن هناك مجموعة من الخبثاء وضعفاء النفوس المحبين للفشل ليس لأهلي تعز وحسب، ولكن لكل أندية المحافظة، فكان لهم ما أرادوا لأنهم السبب الحقيقي لتأجيج شعلة الخلافات التي أحرقت بنيرانها فريق كبير وعريق كالأهلي.
(المهمة قد تبدوا صعبة على فكري قاسم ورفاقه في الهيئة الإدارية الجديدة، لكنها لا ولن تكون بالتأكيد مستحيلة إذا ما توفرت النوايا الحسنة، وتكاتفت قبل كل شيء لإزالة معاول الهدم للتفرغ بعد ذلك للعمل الجاد والهادف لإعادة المياه لمجاريها في البيت الأهلاوي بهذه الخطوة، أعتقد أن الأهلي أستطاع بناء كيان جديد شاب ليس بمقدوره حل مشاكل النادي الغريق من رأسه حتى قدمية في حق الوصاية والتبني، بل بمقدوره قيادة السفينة الأهلاوية وإخراجها إلى بر الأمان.. وتبقى المعضلة الوحيدة لنجاح هذه الإدارة هي مسائلة الدعم المالي).
مابين القوسين كان نبذة من مقال سبق لي أن كتبته في ملحق صحيفة "أخبار اليوم الرياضي" بتاريخ 28 مايو 2012م يومها كنت محذرا الإدارة الأهلاوية الجديدة من الهبوط، حيث كان الوقت حينها كافيا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ولكن للأسف الشديد وقع الفأس بالرأس أو بالأصح جنت على نفسها براقش.
أما كان الأجدر بالإدارة الأهلاوية الترفع عن الصغائر، والعمل بروح الفريق الواحد لحل مشاكل النادي أولاً بأول ليبقى الفريق بالدرجة الأولى بجانب الطليعة الممثل الثاني للمحافظة، إضافة لصعود فريقي الصقر والرشيد، إن شاء الله ليكون رباعي تعز رقماً صعباً في جدول الدوري أم أن وجود أربعة أندية تمثل المحافظة محرماً قانوناً.
يبقى أن نوجه كلمة لا بد منها، وهي كلمة صدق لكل أعضاء الجمعية العمومية للنادي الأهلي مفادها إذا لم تحافظوا على ناديكم ومكتسباته واسمه وتاريخه فمن يا ترى سيحافظ عليه؟!.. ولكل محبي الأهلي الحقيقيين نتمنى أن يكون القادم أفضل ولا عزاء لمن يريد الاصطياد في المياه العكرة.. والله من وراء القصد.
عيدروس الفقيه
أهلي تعز الهبوط الأكيد 1994