بقلم: سودارسان راغافان ترجمة/ أخبار اليوم
إندلعت اشتباكات يوم الثلاثاء في العاصمة صنعاء بين قوات الحكومة الجديدة وجنود موالون للنظام السابق، مسلطا الضوء على الانقسامات المستمرة وعدم الاستقرار في اليمن بعد ستة أشهر من إطاحة الإنتفاضة الشعبية بالرئيس علي عبد الله صالح.
بعد ساعات من مغادرة الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي البلاد لحضور مؤتمر في السعودية، قام جنود من الحرس الجمهوري الخاضع لقيادة نجل صالح بمحاصرة مقر وزارة الدفاع، مما دفع القوات الحكومية إلى التحرك بسرعة لحماية المبنى الواقع في وسط صنعاء.
أصوات إطلاق النار والانفجارات الكبيرة توغلت في وسط المدينة الصاخبة لمدة ساعة تقريبا قبل أن يتم دحر جنود الحرس الجمهوري من المنطقة.
ووفقا لتقارير إخبارية محلية فقد قُتل في الاشتباكات ثلاثة أشخاص على الاقل.
ويأتي الهجوم بعد أسبوع واحد من سعي هادي إلى إضعاف سلطة العميد أحمد علي عبدالله صالح عن طريق نقل بعض وحداته إلى قوة جديدة للحماية الرئاسية.
هذه القوة شملت أيضا جنودا تابعين للخصم الرئيسي لصالح، اللواء علي محسن الأحمر، الذي انشق عن حكومة صالح واستخدم قواته لدعم المعارضة واحتجاجات الشباب في العام الماضي والتي أدت في نهاية المطاف إلى نهاية لحكم صالح الذي استمر 33 عاما.
يقول المحلل السياسي عبدالغني الإرياني: "هذه هي المناورة المعتادة التي شهدناها من قبل على تنفيذ القرار الرئاسي فيما يتعلق بإعادة تنظيم الجيش. في تقليد القبيلة اليمنية، حرب إطلاق النار هو شكل من أشكال التفاوض".
تُعتبر إعادة هيكلة الجيش اليمني، الذي لا يزال منقسما بشدة، خطوة حاسمة نحو مساعدة هادي للحفاظ على السيطرة وتحريك اليمن قدما إلى عهد جديد.
الأحياء ونقاط التفتيش في أنحاء العاصمة لا تزال تحت سيطرة إما جنود صالح أو علي محسن أو رجال القبائل التابعين لقبيلة الأحمر وهي الأسرة القبيلة الأكثر نفوذا في اليمن.
هجوم الثلاثاء يُنظر إليه على نطاق واسع بأنه محاولة لتقويض سلطة هادي وكتحذير محتمل له ضد متابعة مسار مصر ما بعد الثورة التي رئيسها الجديد محمد مرسي قام بشكل غير متوقع بتنحية كبار القيادات العسكرية القوية المصرية خلال عطلة نهاية الأسبوع.
الاشتباكات التي وقعت في صنعاء تؤكد على استمرار نفوذ صالح وعائلته في هذا البلد الفقير لكن هذا البلد الاستراتيجي هو موطن القاعدة في شبه الجزيرة العربية، الفرع الأكثر طموحا لشبكة القاعدة.
وقد حذرت إدارة أوباما بأنها ستفرض عقوبات على أي عضو من أعضاء الحكومة اليمنية يتدخل في التحول السياسي في البلاد.
حتى الآن لا يزال العديد من اليمنيين يعتقدون أن الرئيس السابق، الذي يعيش في العاصمة، يحاول استخدام نجله والموالين له في الجيش والحكومة للحفاظ على السلطة، مما يؤسس لمرحلة مواجهات مستقبلية بين الحرس القديم والجديد في اليمن.
يقول الإرياني: "إذا لم يكن هناك تدخلات له، فمن المرجح أن يختار ابنه إتباع أوامر الرئيس".
بشكل متزايد أصبحت اليمن جبهة رئيسية في الحرب ضد الإرهاب، مع شن الولايات المتحدة العديد من هجمات الطائرات بدون طيار في هذا العام وتقديم المساعدة العسكرية للبلاد حتى يكون أفضل حالا في محاربة المتشددين.
صحيفة واشنطن بوست الأمريكية
اشتباكات اليمن تسليط الضوء على استمرار التوتر 3390