أفرزت الانتخابات الرياضية للاتحادات الوطنية الأهلية عن بروز وجوه جديدة وأخرى عتيقة.. وجوه رياضية ستدخل المعترك الرياضي لأول مرة.. وهي تحمل في طياتها وأفكارها كل جديد، وكل طموحات وآمال من وضعوا ثقتهم بهم وأعطوهم مسبحة الأمان للفوز بكرسي الرئاسة.. وأفرزت كذلك ذات الوجوه التي ألفناها كثيرا.. وحقق بعضها نجاحات يشار إليها بالبنان.. والبعض الآخر لا ندري كيف فازوا؟!!.. وكيف جددت لهم الثقة مرة أخرى؟!!.. علما بأنهم أعادوا الألعاب التي هم مسئولين عنها إلى الحضيض.. وإلى الدرك الأسفل من التصنيف والترتيب العام.
فالقيادات الجديدة أمام فرصة سانحة.. وملعب مفتوح لإثبات جدارتها وأحقيتها بالكرسي الذي تنحني له الوجوه والأشخاص وأصحاب النفوس المريضة.. وأمام عدد من السنوات التي ستكون هي الفيصل.. وهي أداة الحسم في الإبقاء على ما تبقى من قيادات عتيقة ومعتقة.. أو قوة الدفع العارمة التي ستقلع بعض الأصنام التي جثمت على ساحتنا الرياضية سنين وسنين.. ولم نزل في الصفحة الأولى.
نعم.. نقر.. ونعترف.. أن القلة القليلة من تلك القيادات المعتقة والقديمة لو قدر لنا أن نختار.. لما انحزنا عنها قيد أنملة.. لأنها أثبتت جدارتها.. وقيادتها الناضجة وذات الكفاءة عبر السنوات الماضيات.. وطورت من ألعابها ومن لاعبيها.. ووضعت لنا بصمة محترمة خارجيا.. ودفعت بعدد من لاعبينا المحليين إلى مصاف ومستوى المنافسة الخارجية..بل إن البعض منهم حاز وحصل على بطولات عربية.. وإقليمية.. هؤلاء يشكرون على ما فعلوه.. ولكن هل كل رؤساء اتحاداتنا المحلية.. كأسنان المشط، أو كلهم سواء؟!!.. بالطبع لا.
على كلٍ.. ربما يختلف البعض معنا - وهذه ظاهرة صحية - إننا مع التجديد.. ومع ضخ الدماء الجديدة.. وتغيير آليات ومنظومات العمل القيادي في الاتحادات.. وفتح صفحات وآفاق ووجوه لديها الرغبة والحماس للعمل والإبداع.. وطرق قنوات.. وخلق أساليب وابتكارات قد تسهم في تطوير منظومة عملنا الرياضي.. ولا نجافي الحقيقة إن قلنا: "إن غالبية القيادات السابقة، ومن كثرة بلاويهم، وفضائحهم، وخفة أياديهم؟!!.. صرنا معقدين، ومتشائمين من تلك الأصنام التي صارت علينا كالقدر المحتوم، كالقضاء.. ولذلك فلعل الجديد يأتي بالجديد.. ولكن".
ولكن.. لا نريد من القيادات الجديدة أن تبدأ عهدها الرئاسي بتصفية للحسابات.. ونبش للملفات.. وتقليب المواجع.. وإلصاق التهم.. وتحرير البلاغات الكيدية.. هذا أولا.. أما ثانيا وهو الأهم أن لا تبدأ من حيث بدأت القيادات السابقة.. ولكن من حيث ما انتهت.. أما ثالثا وهو جانب حضاري وتقليد نأمل أن يعمم في كل اتحاداتنا.. وهو تكريم وشكر للقيادات السابقة.. وإن كان بالإمكان الاستفادة منهم.. كما عملت قيادة اتحاد السباحة والألعاب المائية التي أثنت على القيادة السابقة، وأشادت بها.. وحسب علمنا أن الرئيس السابق للاتحاد العام للسباحة والألعاب المائية الأستاذ الفاضل أحمد الحدا.. سوف يكون رئيسا فخريا للاتحاد العام للسباحة.. هنا تكمن اللمسة الحضارية.. والموقف الرياضي الصميم.. ولا نستبعد من الخليفي أن يسند عددا من المهام لمن كانوا حتى الأمس القريب يحفرون معنا في الصخر.
باختصار شديد.. الخليفي قص الشريط الرياضي (الحضاري)، فمن يتلقف الإشارة.. خليكم سبورت.. وبكرة نشوف.