تكمن معضلة الكابتن سامي النعاش مدرب فريقنا الوطني الأول أنه لا يحتفظ كثيرا بإنجازاته.. ولا يعطي تلك الإنجازات مساحات زمنية أطول!!.. لأنه كما نعتقد يتسرع في زيادة حقن الإنجازات.. ويجازف بالجمل.. وبما حمل.. فالفوز التاريخي الذي حققه النعاش سرعان ما تبخر وضاع.. قبل أن تذوب حلاوته من الشفاه.. ذلك الفوز على الفريق البحريني الشقيق.. لنفاجأ بتضييعه..في لقاء المغرب الشقيق.. بخسارة قاسية.. ومؤلمة.. أوجعت لنا قلوبنا.. وأعادتنا إلى نقطة الصفر.. فالنعاش إذا أنجز شطح.. وإذا شطح نطح.. وإذا نطح أصاب الجدار.. فأصابنا بالدوار.
وكان يمكن للكابتن سامي النعاش الذي نعتبره الأفضل بكل مقاييس الإنجازات أن يتعقلن.. ويعيش الواقع دون القفز عليه.. ويلعب مباراة متوازنة وواقعية.. أمام المغرب حتى لا نتجرع خسارة ثقيلة برباعية.. أفقدتنا حلاوة الانتصار السابق.. لكنه لعب مباراة هجومية وكأنه برشلونة أو ريال مدريد.. أمام فريق استطاع أن يقرأنا جيدا فسمح لنا بالهجوم.. وأذاقنا العلقم.. لأننا لم نعش واقعية إمكانياتنا.. وقدرات لاعبينا.. وبدأناها من البداية.. وكأننا في الشوط الثاني من لقائنا مع البحرين.
المشكلة إننا أعطينا الفريق المغربي اريحية وسهلنا له المرور.. والتسجيل.. وفتحنا شباكنا لهم.. حتى صدق مهاجمهم إنه هداف من طراز فريد.. أو كأنه سوبر ماريو.. الطليان.. فعلينا الاعتراف إننا بحاجة لمدة طويلة جدا من الإعداد ومن رفع المهارات والقدرات لنكون قادرين على الاحتفاظ أولا بمستوانا.. وليس بذلك التذبذب من مباراة لأخرى.. ولا بتلك الانهيارات في منسوب لياقة اللاعبين من لقاء بآخر.
فالكابتن سامي.. مدرب قد يكون الأوحد في البلاد الذي يمتلك حسن رؤية للمباراة.. وكما قال عنه العزيز (أبو حسام).. النعاش مدرب الشوط الثاني.. لأنه يقرأ المنافس.. ولا يعطيه فرصة للفوز عليه.. وهذه حسنات تحسب للنعاش.. ولكن.. ولكن عليه أن يتقبل النصح.. ولا يرمي بأوراقه دفعة واحدة على طريقة.. يا صابت يا خابت.. وعليه أن يحافظ على الإنجاز حتى وإن كان بسيطا أو صغيرا.. ولا يخرج من الواقعية.. لأنه رأى الفريق المغاربي الذي استهل البطولة برباعية في شباك البحرين.. ولا يراهن.. بالمال والضمار.
ماذا يمكن أن نخرج من مشاركتنا العربية.. أولا إننا حققنا الفوز.. وثانيا إننا لا نجيد الاستفادة من الفرص المتاحة لنا.. فعندما نحصل على ثلاث ضربات جزاء ونهدر اثنتين.. فتلك مصيبة.. وعندما لا نستفيد من أخطائنا.. وتتكرر سيناريوهات الأهداف علينا حتى في المباراة الواحدة.. فإن المصيبة تكون أعظم.. وعندما لا نستطيع الحفاظ على منسوب الأداء من مباراة لأخرى.. ولا نستطيع مجاراة المنافس لياقيا وفنيا.. فما الذي كنا نعمله في معسكراتنا التدريبية الداخلية والخارجية!!.. وعندما تلج شباكنا سبعة أهداف من مباراتين فقط.. فيا قافلة عاد المراحل طوال.. وال.. وال.
باختصار.. مفيد.. وليس شديد.. مطلوب من اتحاد الشيخ العيسي.. إن يعمل على غربلة الكثير من الأفراد لأنهم صارت لهم المشاركات عبارة عن روتين لاجديد فيه ولاتجديد .. حتى انهم فقدوا التركيز على الواجبات واعتبروها ( تحدث في احسن العائلات ) دون ابتكار أو أبداع أو خلق مناخات جديدة لم نألفها من قبل .. أن لا تمر هذه الخطيئة (النشيد الوطني) دون حساب وعقاب.. ومكاشفة بما نتج عن ذلك.
والأهم من ذلك أن لا تكون مشاركتنا الأخيرة أشبه بمن سبقها.. وبمن لحقها.. وبمن سيلحقها.. كالعيس في الصحراء يقتلها الظمأ.. والماء فوق ظهورها محمول..
والأصح أن يقوم أحدهم بأخذ الماء من ظهور الجمال ويسقيها العيس.
عيدروس عبد الرحمن
بطولة العرب.. ماذا تبقى وماذا خرب؟!! 2037