نشر موقع التواصل الاجتماعي صورة تجمع أحمد صالح العيسي رئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم وحميد شيباني أمين عام الاتحاد بالسيد جوزيف بلاتر أمبراطور كرة القدم العالمية وأمين اتحاده، ومن التدقيق في تفاصيل الصورة الواضح أن التقاط الصورة تم وقوفا وعلى الماشي على هامش اجتماع الجمعية العمومية للفيفا التي عقدت الشهر الماضي في بولندا، لأن بلاتر لو عقد اجتماعا مع كل وفد من الوفود المشاركة مدته (5) دقائق لاحتاج إلى (1000) دقيقة يعني أكثر من (16) ساعة في اليوم للاجتماع مع رؤساء البعثات الكروية التي حضرت الاجتماع من كل البلدان بما فيها وفد جنوب السودان أحدث الأعضاء في إمبراطوريته، والـ(5) الدقائق بكل تأكيد لا تكفي لمجرد التعارف، ما بالك بنقاش قضايا كروية متشعبة، والحديث في تفاصيل التفاصيل كما ورد في الخبر الذي نشر مصحوبا بالصورة!!.
وأنا هنا لا أنفي اللقاء لأن الصورة المنشورة تثبت أن اليد صافحت اليد، وإن لم تكن العين قد التقت بالعين، لكني انقاش مضمون الخبر الذي تشعب إلى مسائل متعددة أهمها الإشادة التي وجهها بلاتر لاتحاد العيسي على إكمال الموسم الكروي 2010-2011م بنجاح رغم ما حدث في اليمن خلال المدة الماضية، كلام لا يمكن القول إلا أنه محض افتراء وتسويق فاشل لفكرة النجاح المزعوم لاتحاد العيسي والمعزز هنا بشهادة مصطنعة لبلاتر القائم على جمهورية الفيفا التي تنادي باللعب النظيف، وتمنع اللعب الدولي في بلاد مثل اليمن بحجة الوضع الأمني غير المستقر، وهذا يقودنا للقول: "لو أن بلاتر كان على علم بما شهدته البلاد، وبما رافق سير البطولة اليتيمة لموسمنا الماضي – دوري الدرجة الأولى - لكان وبخ العيسي واتحاد على تعريض اللعبة واللاعبين للخطر وليس الشكر لأنه أن فعل وشكر، كما يدعي الخبر فإنه قد خالف مبادئ أمبراطورية كرة القدم التي لا تخاف من أحد مهما كانت قوته والدليل إسقاط القطري بن همام الذي يملك مال أكثر ونفوذ أعظم من رئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم.
والحقيقة إني كنت أتوقع أن يقال مثلا إن رئيس الاتحاد اليمني عقد سلسلة لقاءات مع قيادات الفيفا يعني أعضاء المكتب التنفيذي، الرئيس المؤقت للاتحاد الآسيوي، رئيس لجنة الحكام، أو رئيس لجنة أمن وسلامة الملاعب في الفيفا، ورئيس برنامج الهدف، وناقش معهم تلك القضايا التي قيل إنه ناقشها مع بلاتر، وعندها كنت سأقول ممكن، أما أن يقحم اسم بلاتر في خبر طويل يشير إلى أن اللقاء كان مطولا مع أن الصورة أخذت على الواقف، فإن الأمر فيه ما فيه من التدليس والتلبيس الذي لا ينطلي على فاهم وعارف بالأمور التي تتم في مثلها مؤتمرات يحضرها منهم أكثر حظوة وقوة ونفوذ من العيسي.
وبعيدا عن محاولة الاستغناء الفاضحة التي يحاول إعلام اتحاد العيسي تمريرها للمتابع اليمني، يمكن لساخر أن يقول إن بلاتر ربما يكون شكر العيسي على نجاحه في إقامة الدوري في ظروف غير طبيعية، وعلى شجاعته في إصدار قرارات بعيدة عن الفيربلاي بتهبيط حسان والصقر والرشيد، وهو الإنجاز الفريد الذي حققه في الموسم الماضي، أما باقي الأشياء فإنها تتم لليمن مثل غيرها من البلدان الأعضاء في الفيفا، وتأتي ضمن المليون دولار التي تصرف من حقوق كأس العالم.
بالإشارة إلى الحديث عن عودة المباريات الدولية إلى الملاعب اليمنية أعتقد أن الفيفا ورئيسه ليس غبيا إلى درجة أن يقبل أو يرفض في لقاء على الواقف وصورة منشورة عودة المباريات إلى ملاعب اليمن، الأمر بحاجة إلى حقائق على الأرض عبر لجان ميدانية تعتمد على تقارير، وحتى يتم ذلك فإن الفيفا بحاجة إلى من يطرق بابه رسميا في زيورخ بوفد رسمي لديه من التطمينات الرسمية، ما يكفي لرفع الحظر كماسبق وأن فعل الإخوة في العراق الشقيق.