لا أجد من يستحق المساءلة بخصوص ما حدث، ويحدث من فشل للانتخابات الرياضية في أندية عدن إلا الأستاذ معمر الإرياني - وزير الشباب والرياضة - الذي تعامل مع الانتخابات الرياضية بكثير من الاستسهال، فكان أن عين لها لجنة انتخابية عُليا غير مؤهلة فصلت لائحة غير مناسبة، تم وضعها على طريقة (حبحب على السكين!!)، ليكتفي هو - أي الوزير - بإطلاق التصريحات من بعيد!، في حين إنه لم يعطِ الانتخابات الرياضية حقها من الاهتمام على كل المستويات ماعدا موضوع الاستعجال، فإنه اهتم به كثيرا ليقدم نفسه كذلك الذي أكل قرصه من دون أن ينضج حتى يقال إنه انتهى من الأكل قبل أصحابه!!.
والحديث عن فشل الانتخابات الرياضية اليمنية حديث عام ليس في عدن وحدها، لأن فشلا قد عمَّ كل أندية الوطن، التي كانت بحاجة إلى انتخابات حقيقية، وليس كتلك التي أفرزت لنا إدارات توافقية في أغلبها أتت بالتزكية، لتعيدنا إلى زمن الشمولية، وقوائم المركزية الديمقراطية، إلا في ما ندر من الأندية، خصوصا بعض أندية حضرموت التي شهدت انتخابات حقيقية عبر صندوق وفرز أصوات، أما باقي الانتخابات، فإنها جرت على (الماشي)!!، وجرى التصويت فيها بالقول: "هيييييييييييييييييه موافقين!!!"، كما حدث في انتخابات وحدة صنعاء!.
ذلك كله حدث.. ولكني أخص اليوم انتخابات أندية عدن، لأن الأقربين أولى، ولأننا حذرنا من قبل، وقلنا إن أي كلام عن استعداد وجاهزية أندية المحافظة للانتخابات محض كذب وافتراء!، وذلك لأننا نعرف البير وغطاه، ونعرف نوعية القائمين على الانتخابات والرياضة في عدن، وطريقتهم غير المهنية في إدارة الرياضة، وإدارة الانتخابات، إلا أن الوزارة والوزير تحديدا لم يلتفت إلى تحذيراتنا، وما سبق أن كررناه مرارا، فحدث الفشل!، ولهذا فإننا نراه - أي الوزير - المتسبب والمسئول الرئيس عن فشل انتخابات الأندية الرياضية بعدن.
قد يقول أحدهم" "وما دخل الوزير؟، هل هو من أثار الفوضى في انتخابات شمسان والتلال والروضة وافشل انتخابات الشعلة؟!، وهل هو من زور انتخابات وحدة عدن؟!، وهل هو من سلق انتخابات النصر والجلاء لصالح طرف معين؟!".. فنقول له: "أليس الوزير هو الذي اعتمد على تلك الجهات المسئولية التي سمحت بذلك، بل وكانت طرفا شريكا في كل ذلك الفشل؟!.. إذا هو المسئول ومعه أيضا المحافظ وحيد رشيد الذي اكتفى بالفرجة من بعيد، وترك الحبل على غاربه للجنة المشرفة واللجنة الانتخابية الفرعية للعبث برياضة عدن وتحويلها من أنموذج للريادة إلى مضرب الأمثال في الفشل!!.
أحمل الوزير، وليس غيره مسئولة الفشل، لأن بيده ومعه المحافظ قرار انتشال واقع رياضة عدن، والبداية في التصحيح لما حصل – لا شك - ستكون من معالجة السبب، لأنه الأصل للمشكلة التي ولدت الفشل، والسبب الحقيقي لفشل الانتخابات الرياضية في عدن بعد تراكمات السنين وتشاحنات السياسة، هو فشل اللجنة الانتخابية الفرعية، واللجنة الإشرافية التابعة للجنة الانتخابات في إدارة العملية الانتخابية بطريقة صحيحة بدءً من التحضيرات، ووصولا إلى قاعة الاقتراع.. وعليه فإن الوزير والمحافظ مطالبان اليوم بالانتصار لرياضة عدن من خلال البحث عن البديل المناسب القادر على إصلاح ما أفسد!.
فرحان المنتصر
الفشل مسئولية الإرياني!! 1995