لا أضيف جديدا في تناولي هذا إلى ما قد تناوله بعض الزملاء حول الانتخابات الرياضية لأندية عدن، والتي تعالت الأصوات مطالبة بتأجيلها.. وذلك لأن المواعيد المحددة لإجراء الانتخابات الرياضية لأندية عدن ليست مناسبة ولا ملائمة لها.. خاصة وأن أندية عدن مازالت تعاني من الأوضاع الصعبة والشائكة والمعقدة.. مما جعلها في الواقع غير مهيأة، ولا مستعدة، ولا جاهزة لاستقبال مثل هذه الانتخابات الرياضية في هذه المواعيد المحددة مسبقا
وطالما حذرت الأقلام المخلصة والشريفة من خلال كتاباتها المتعددة والرصينة والشجاعة والتي تصب جميعا على التأكيد على أن أندية عدن، غير جاهزة ولا مستعدة للتعامل الإيجابي والتفاعل الكبير مع هذا الحدث الديمقراطي الرياضي المهم والذي عادة ما يتكرر كل أربع سنوات.
وهذه المرة صادف موعد هذا الحدث أن أندية عدن تعيش أقسى وأصعب الظروف التي مرت بها طوال تاريخها الطويل، وذلك كنتاج طبيعي للتداعيات والمعاناة الشاملة والتي أثرت تأثيرا مباشرا وبالغا وكبيرا على الأداء العام لأندية عدن صاحبة التاريخ والعراقة والريادة.. الأمر الذي ضاعف من معاناتها بشكل مباشر، حيث أصبحت أندية عدن نعاني الأمرين وفي وضع مزرٍ لا يسر صديق ولا عدو.
أندية عدن هذه المرة وجدت نفسها وجها لوجه أمام الديمقراطي الرياضي الكبير، وهي في وضع متأزم أفقدها الكثير من القدرات الطبيعية على المواجهة والتحدي لتجاوز أوضاعها البائسة والسيئة، وهذا لم يشهد له أندية عدن مثيل طوال تاريخها الطويل والعريق.. وبالمقابل فإن أندية عدن كانت هذه المرة عاجزة عن التعاطي الإيجابي مع متطلبات، هذا الحدث الرياضي المهم، والغريب حقا بأنه رغم معرفة مكتب بعدن والكثير من الرياضيين بأوضاع أندية عجن الصعبة، وكذا قيادات هذه الأندية، إلا أنه لم يحرك أحد ساكنا، ولم يتفاعل مع الأمر الواقع للأندية، وإعطائه الأهمية المطلوبة والمطالبة بتأجيل موعد الانتخابات، بل فضل البعض من هواة (كله تمام يا سيدي)، وكذا السعي الدؤوب لا إرضاء وزير الشباب والرياضة، وذلك بإظهار أن كل الأمور على خير ما يرام وليس في الإمكان أفضل مما هو عليه، وكل شيء تحت السيطرة والجاهزة والاستعداد التام لإجراء انتخابات أندية عدن.
وأمام الإصرار الغريب دارت عجلة انتخابات أندية عدن في أجواء ملبدة بالغيوم والضباب والتعقيد، ولذا فإن معظم هذه الانتخابات في فخ ثالوث الفشل والفوضى والقضاء.. فبعد الفشل الذريع الذي صادف انتخابات أندية عدن والتي جرت وقائعها على إيقاعات الفوضى العارمة والكلفتة وإتباع طريقة سلق البيض، وهي نتائج حتمية لمن سعى إلى تجاوز الوقع المرير وتزييف الحقائق.
كما أن أبرز ما قاد إليه الإصرار الغريب لإجراء انتخابات أندية عدن في مواعيد غير مناسبة هو لجوء عدد من أعضاء الجمعية العمومية لنادي وحدة عدن الرياضي لتقديم دعوة قضائية أمام المحكمة الإدارية، ضد اللجنة الفرعية للانتخابات، بالمطالبة بإلغاء انتخابات وحدة عدن، لأنها غير شرعية كما جاء في الدعوة، وهذه تعد سابقة لن تشهد لها رياضة وأندية عدن مثيل، فهي الأولى من نوعها، هذا بالإضافة إلى فشل انتخابات أندية شمسان والشعلة والروضة، لأسباب مختلفة ومتباينة ومتعددة!!.
بصراحة شديدة.. إن أندية عدن لا تستحق هذا العبث والهزل والتعامل المشين معها.. والله يجازي من كان السبب!!.
عوض بامدهف
انتخابات أندية عدن.. وثالوث الفشل والفوضى والقضاء!! 1975