معروف أن مهمة أي اتحاد رياضي تتلخص في أمرين، الأول هو العمل على نشر اللعبة، ورفع مستواها على الصعيد المحلي.. والثاني هو تشكيل منتخبات وطنية قوية وقادرة على عكس الصورة التي وصلت إليها اللعبة محليا في المحافل الخارجية.
ذلك هو المعروف، وهي بديهية لا يمكن القبول بتكرار الحديث عنها إلا في الواقع اليمني التعيس الذي يؤكد - دائما - أن الاتحادات الرياضية اليمنية تجهل أو تتجاهل ذلك المفهوم الرياضي البديهي العام، وبدلا من تطبيقه فإنها تعمل وفق بديهية يمنية خالصة تتلخص في شقين، الأول تقليص رقعة انتشار اللعبة، وبالتالي فإن ذلك يساعدها على سلق البطولات بشكل يقود إلى توفير المخصصات، وذلك كله يؤدي بكل تأكيد إلى غياب المنتخبات الوطنية كلية، أو عدم قدرتها على تسجيل حضورها اللائق بالرياضة اليمنية على المستوى الخارجي.
ذلك هو المفهوم العام الذي يتحكم بساحة العمل الرياضي اليمني، والمصيبة أن وزارة الشباب والرياضة تنازلت عن دورها الإشرافي التقييمي لأداء الاتحادات الرياضية، وقبلت بأن تكون مجرد وسيط لإجازة معاملات الصرف من صندوق النشء والشباب بدون رقابة أو تدقيق على ما نفذ أو لم ينفذ!!، والأهم عندها - أي الوزارة - هي الصورة الحلوة في ختام كل بطولة، وكذلك اللافتة التي يكتب فيها برعاية الوزير!!، وما دون ذلك فإنه شأن داخلي يخص الاتحاد المعني بتدمير هذه اللعبة أو تلك!!.
والحقيقة أن وزارة الشباب ليست وحدها المذنبة في الأمر، فثمة ساكت آخر، هي اللجنة الأولمبية اليمنية، ذلك الأطرش في الزفة الرياضية اليمنية الذي قبل أن يكون معزولا في زاوية مظلمة، لا تهش ولا تنش، بعيدة عن دورها المفترض كاتحاد للاتحادات معني قبل غيره بالرياضة والعمل الرياضي الأولمبي في الوطن بصفة عامة.. ولن ألقى باللوم على اللجنة الأولمبية وحدها، فهي كيان فقد شرعيته بنهاية شرعية الاتحادات الرياضية، وبالتالي فإن وجوده مثل عدمه لاسيما وهو يتكئ على اتحادات فاشلة منتهية الصلاحية، وجمعية عمومية فصلت لأجل انتخاب قيادة الوزارة سابقا - الجنة الحالية - التي سعت إلى فصل اللجنة عن الوزارة، فنجحت، ليس في ذلك فحسب، ولكن في فصلها عن الرياضة بشكل عام!!!.
كما لا يمكن أن تتوقف لائحة الاتهام عند اللجنة الأولمبية، فهناك من يتحمل الذنب الأكبر في هذا الجانب، وهي الأندية التي تمثل بمندوبيها قوام الجمعيات العمومية للاتحادات الرياضية، وهي وحدها - أي الأندية - من تتحمل وزر وصول عدد من النصابين والفاشلين إلى قيادات الاتحادات الرياضية، فتكون الثمرة هي الفشل وضياع أهل الخبرة والكفاءة أمام سطوة الفاسدين وأهل الفهلوة، وبالتالي استمرار تراجع الرياضة اليمنية إلى هاوية الاضمحلال والتلاشي!.
أقول مثل هذا الكلام، ونحن على موعد قريب مع انتخابات الاتحادات الرياضية في الفروع والمركز، لأناشد قيادات الأندية بحسن اختيار المرشحين والمندوبين لتلك الاجتماعات المصيرية للألعاب الرياضية، لأن حسن اختيار المندوب - لا شك - سيقود إلى حسن اختيار القيادات الجديدة للاتحادات الرياضية.. أتمنى أن يتم ذلك، لكن الخوف هو المسيطر لأن انتخابات الأندية الرياضية لم تقدم لنا إلى الآن إلا مزيدا من التزكية لقيادات سبق فشلها في الأندية من قبل، وبالتالي فإن العود الأعوج لا يمكن إلا أن يكون ظله أعوجا.
معلومة: *********
قيل إن رئيس في اتحاد للعبة جماعية ظل يصرف جائزة بطل كأس الجمهورية لأكثر من موسم مع أن البطولة لم تقم من الأساس!!، كما أنه قدم إخلاءً ماليا بكلفة لمعسكر خارجي وهمي لأحدى المنتخبات، قال إنه أقيم في مصر، ومع ذلك فإن الوزارة والصندوق اعتمدا له مخصصات بطولة الرئيس والمعسكر الخارجي!!!.. ترى ما صحة ذلك؟!.. وما علاقة الأمر بحاجة الصندوق إلى الحماية تحت قبة البرلمان؟!!.
فرحان المنتصر
رياضتنا.. العود أعوج!! 2181