من المعروف والبديهي أن الرياضة بمختلف مسمياتها فردية كانت وجماعية تسموا وترتقي بمن ينتسب إليها رياضيا كان أو إداريا أو من العاملين في الحقل الرياضي بشكل عام لقمة الذوق والأخلاق، وقديما كنا نتلقى تعليمات وإرشادات من آبائنا ومعلمينا وكبارنا وممن سبقونا في سني العمر بضرورة التحلي بالأخلاق الحميدة والخصال الجيدة قبل مقدرتنا على ركل الكرة وتحريكها كانوا يغرسوا فينا قيم ومبادئ لا تقبل المجادلة والمساومة والتسويف, وحصدنا بعد ذلك الاحترام والتقدير نتيجة لتلك البذرة التي نمت وترعرعت وظلت مؤمنة بأن الرياضة قبل أن تكون ممارسة يجب أن يتحلى صاحبها بالسلوكيات الحسنة، حيث كان الممارس قديما للرياضة والعامل في المجال الرياضي سواء إداريا كان أم إعلاميا وحتى متابعا عاديا يتحلى بأخلاق عالية وصفات انعدمت في وقتنا الحاضر، وانقرضت وحلت مكانها مسميات جديدة وأساليب مبتكرة تتسم بالخبث والمكر والخديعة والتلاسن حتى وصل بهم الحال إلى استخدام الأيدي والأقدام في صورة غير حضارية ولا أخلاقية فرضتها مصلحة الارتزاق غير المشروع وأيدها أسلوب الولاء الأعمى لفئات نافذة لها الكلمة العليا باتخاذ القرار!.
أن ما يحدث في الوسط الرياضي من مهازل لا تعد ولا تحصى، والدليل واضح يبين قيمة بل ومحتوى تلك العقول التي تدير وتتحكم بزمام الأمور باعتبارهم الجهات العليا للمنظومة الرياضية في البلاد.. وباعتبار أكابر القوم لا يفقهون شيئا، ولا يتحلون بالفضيلة، فكيف بالله عليكم سيكون حال الرعية و البسطاء من الناس، وكلما تفاءلنا بمستقبل واعد وتطلعنا لغد مشرق حاصرتنا الخيبات والنكسات والفضائح وما فضيحة قرعة خليجي 20 عنا ليست ببعيد.
وفي السنوات القليلة الماضية لاحظنا اختفاء كثير من الإعلاميين الرياضيين والبعض امتنع عن الكتابة في الشأن الرياضي واتجه لأعمال أخرى بعيدة كل البعد عن حال الرياضة والرياضيين وآخرين كانوا يتقلدون مناصب عاليا في كلا من الاتحاد و الوزارة و يحظون بشعبية جارفة، ولكنهم بين ليلة وضحاها اختفوا نهائيا عن المشهد الرياضي.
بالنسبة للإعلاميين الذي لم نعد نسمع لهم لا حس ولا خبر، فأعتقد أنهم تقبلوا وملوا و أصيبوا بالإحباط لكثرة فضائحنا التي ليس لها نهاية، وطلقوا الكتابة عن الهموم والمعاناة بالثلاث لأنهم ببساطة لم يجدوا تجاوبا من أصحاب العقول الرشيدة لانتقادهم ولمحاولاتهم العديدة لإصلاح الوضع الرياضي المزري.
ولكونهم من أصحاب الأقلام النزيهة التي لاشترى بمال قارون ولا تخضع للواءات الضيقة وليس لديهم مخزون كافٍ من الصبر قرروا الانسحاب بهدوء دون أن يشعر بهم أحد, أما بالنسبة للذين تقلدوا مناصبا عليا في الاتحاد العام لكرة القدم ووزارة الشباب والرياضة ويعتبروا من الكفاءات النادرة كلاعبين سابقين مثلوا اليمن ورياضتها خير تمثيل وحاليا يحملون الشهادات العليا في مجال الإدارة والتسويق وغير ذلك من التخصصات الدنيا فقد فضلوا التنازل عن مناصبهم والتخلي عن الكراسي الوثيرة في سبيل الحفاظ على مبادئهم وقيمهم وسمعتهم ونمط حياتهم القائم على الوضوح والشفافية وحسن النوايا، وفجأة صدموا بالعشوائية والفساد المالي و الإداري و العمل الارتجالي الذي لا يخضع لأي تخطيط مسبق, فأبوا أن يطالهم ذلك الفساد، وتلك الفضائح التي أصابت رياضتنا بمقتل وقد ارجعوا ذلك الفساد والانهيار الشديد لرياضتنا بكل أشكالها وألوانها لسبب وحيد هو وجود شخصين فقط يمسكون بزمام الأمور ويتحكمون حتى بتعين حكام المباريات.. أتوجد فضائح ووقائع أكثر من هذه وتلك تعالوا لنرى أخر الفضائح والتي استنكرها الشارع الرياضي وهو الاعتداء السافر على وكيل أول وزارة الشباب والرياضة عبدالله هادي بهيان وفي مكتبة جهارا ونهارا من قبل الوكيل السابق لقطاع المشاريع و الاستثمار عادل العواضي مما أدخل الوزارة في إرباكات منها إعلان موظفي الوزارة الاعتصام والإضراب عن العمل حتى يتم أنصاف الوكيل المعتدى عليه.
 بالله عليكم أهذا الكلام يعقل ويصدق، وهل وصل بنا الحال لمثل هذه الانتهاكات و الخروقات والبلطجة فضيحة مثل هذه من المؤكد سترمي بظلالها الأسود القائم على وضعنا الرياضي الأشد سوادا من الليل المظلم, فهل نسمع فضائح في قادم الأيام أقوى من السابقة , أتمنى أن تكون هذه الحلقة الأخيرة لمسلسل الفضائح التي آتت على الأخضر واليابس لرياضة وطن تحتضر تدريجيا في كل الألعاب و الأنشطة.. والله من وراء القصد.