لم يكن أحد منا يتوقع أن تفشل انتخابات نادي الشعلة في عدن.. هذا النادي الذي عرفناه منذ عشرات السنيين بأنه نادي الأسرة الواحدة والعائلة الواحدة.. فجميع أعضاؤه ومنتسبوه يشكلون نسيجا اجتماعيا مثاليا وأنموذجيا، وكل محبيه وعشاقه لا يخرجون من الإطار العائلي والأسري، كما لا يخرج سكان وقاطنو مدينة البريقة من الماء والرملة والنفوس الطيبة.. الأسارير التي تجعلك تتمنى أن تكون شعلاويا.. من سلالة الذهب والبنكنوت.. ما الذي حدث للشعلة، وما الذي صار لتلك الكوكبة من الناس الطيبين الذين تصافحك قلوبهم قبل أياديهم، ومشاعرهم قبل أحضانهم.. وحبهم للضيف قبل تحسس جيوبهم، وهل لديهم ما يكفي لكرم الضيافة.
في الاجتماع الانتخابي لم نرَ شعله زمان، ولا رجالات زمان إلا قليلا منهم كنوع من الإنصاف وعدم التجني، لأننا كنا من سابق نسميهم (البيت الشعلاوي)، وليس الفريق أو النادي، وكما كان يحلو لنا أن نفاجئهم بالزيارات، لكي نتعلم منهم نكران الذات.. والإيثار.. ونفوز بعشوة مخبازة.. وكنا نضعهم خارج المنافسة لما حملوا في كيانهم أصالة ونقاوة ريفنا اليمني وأدبيات وأخلاقيات القرية اليمنية.
في اجتماع الانتخابي اختلطت كثير من المفاهيم والقيم، وساد الصراخ والفوضى غير المبررة.. واندفع البعض إلى منصة رئاسة الاجتماع حتى خشينا التشاجر.. وانقسمت العائلة والأسرة الصفراء، ولم يعد لها كبير أو رب للأسرة، وكأن العيال كبرت وصار قرارها من رأسها، ولكن لماذا فشل الاجتماع؟!.. وهل هو عدم اكتمال النصاب؟!!.
فقد شاهدنا اجتماعات عقدت دون وجود وأهمية لهذا الجانب، فالخلاصة إننا شاهدنا جماهير ومشجعين أكبر وأقوى من إدارة النادي ومن جمعيته العمومية.. ولمسنا سطوة وثقل ونفوذ نخشى عاقبته في القريب العاجل، خاصة تلك التلميحات التي تهدد بالتواجد والحضور القادم، كما علمنا أن حالات تهديد تعرض لها النادي من بعض هؤلاء كاحتلال إحدى غرف النادي والتلويح بقنابل المولوتوف، وأحد أهم أسباب فشل الاجتماع أن الرئيس المرتقب لم يحضر.. علما بأن هناك شبه إجماع على تنصيبه وبالتزكية.. وعندما يغيب القائد تبدأ فوضى الرعية.
قد يكون النصاب لم يكتمل، إلا أن حالات الاحتقان والتربص كانت واضحة للعيان، وكنا نشم رائحة التحدي، واستعراض القوة تفوح بالأفق.. ووعيد أكيد للجولة القادمة.. ولولا لطف الله لما انفرط الاجتماع دون أية أضرار وبذكاء شديد سحب البساط رويدا رويدا.
قيادة اللجنة سارعت بعد أن انفض المولد لعقد لقاء سري مع رؤوس وحكماء النادي.. وكأنها تحذر من القادم أو تضع سيناريو جديد ينزع فتيل الأزمة.. ويبقى السؤال لماذا لا يبقى الجميل جميلا؟!!.. والشعلة بيتنا الذي نتعلم فيه القيم والمثل!!.. يا سادة يا كرام أعيدوا لنا شعلتنا الجميلة وليالي البريقة.. ولا تجعلوا العربة قبل الحصان!.
عيدروس عبد الرحمن
أعيدوا لنا شعلتنا الجميلة 1649