معروف أن أهم مقومات النجاح لأي نادٍ رياضي تعتمد على معطيات كثيرة أهمها - بالطبع - هو الرئيس القادر على دعم متطلبات نجاحه، والرئيس الداعم الفاهم هو المطلوب، خصوصا في نادٍ كبير بحجم وطن مثل (التلال)، ذلك الكيان مترامي الأطراف من أقصى حدود الوطن إلى أقصاه، وحتى خارج حدوده نحو بقاع الدنيا التي ينتشر فيها أبناء الوطن في اغترابهم القسري أم الاختياري.
واقع الحال يقول إن رئاسة التلال أصبحت مكلفة إلا أنها أيضا أصبحت مغنما لبعض من يصل إليها، لأنها تمثل لشاغلها جواز مرور للوصول إلى مفاصل سلطات الدولة، وقبل ذلك كل القلوب العاشقة لكرة القدم في الوطن عبر نفحات الحب التلالي التي تلج البيوت، خصوصا في حال تمكن هذا الرئيس بدعمه وفهمه وحسن إدارته من صنع فرقا رياضية تحقق النجاحات، وتحصد البطولات التي تعودت عليها جماهير التلال عبر كل مراحل سير القافلة الحمراء منذ 1905م وحتى 2012م.
ومع أن التلال ظهر خلال السنوات الأخيرة مستهلكا كبيرا للشخصيات الداعمة إلا أن بريقه بقي محتفظا بقدرته على سحر كل صاحب مطمع في تلميع مجتمعي أو ظهور سياسي أو صناعة اسم (!!!)، هكذا هي الأشياء الكبيرة يكبر بها كل من اقترن اسمه بها، وهذا هو التلال، ماركة مسجلة مغرية لكل صاحب طموح، وصاحب قدرة على توفير متطلبات المرحلة المهمة من حياته التي سيعيشها في التلال بحنفية لابد أن تكون مفتوحة لضخ المال الذي يجب أن لا تنتهي، لأنها – أي الحنفية - إن توقفت فإن مصير صاحبها سيكون كمصير المهندس أنيس السماوي الذي أقصي من الرئاسة التلالية بليلة ما فيها قمر!!.
وكعادته في جذب كبار القوم، هاهو التلال اليوم يغازل أكثر من رأس كبيرة لاحتلال رأس إدارته، بداية من د/ صالح باصرة والمهندس/ عدنان الكاف والمهندس / حسن سعيد ورجل الأعمال الشيخ/ علي جلب، وليس نهاية بالشاب ياسر حوشب لأننا قد نسمع عن مرشحين غيرهم لرئاسة نادي التلال (!!).
ولأنه التلال لا مانع عند كثيرين من المغامرة، فالكل مع التلال مستفيد، الرئيس واللاعب والإداري، ووحده الجمهور العاشق للفانلة الحمراء سيظل ترموتر لقياس درجة نجاح أي رئيس تلالي، لأنه المغلوب على أمره، وهو وحده من يتجرع الألم مع كل خسارة، والحسرة عند ضياع البطولات أو صدمات التراجع والهبوط المستمر في المستوى!.
ومن ذكرتهم بعاليه أسماء لها مكانتها في المجتمع التلالي، أتمنى أن يكون أحدهم الرئيس القادم للتلال - طبعا - ما عدا العزيز ياسر حوشب، ليس لأني أكرهه ولكن رحمة به، ولأن الأماني ليست كلها ممكنة، فإنني أقول: "إن د/ باصرة والمهندس/ سعيد هما وحدهما من يمكنهما الترشح لرئاسة النادي وفقا للوائح، وذلك ببساطة لأنهما عضوان في الجمعية العمومية التي احتكرتها الإدارات السابقة للتلال، ولم تفتح باب الانتساب إليها لكل عشاق التلال حتى يتمكنوا من خدمة تلالهم الكبير، وهذه جريمة تتحملها الإدارة!!!.
وأكاد أجزم أن الشيخ علي جلب أو المهندس عدنان الكاف ليس وارد عندهما الترشح للتلال في الوقت الحاضر على الأقل لأنهما يعرفان ما سبق الإشارة إليه، ولأنهما يحترمان اللوائح، فالكل يعرف أن الشيخ علي جلب كان إلى قبل مدة بسيطة رئيسا لنادي شعب إب، كما أن المهندس عندنا الكاف بروحه التلالية التي تجلت بوضوح خلال السنوات الأخيرة بشكل جعله الأقرب في نظر عشاق التلال لرئاسة النادي العريق لم ينضم رسميا إلى الهيئة الناخبة للنادي حتى يكون مرشحا للمنصب المرهق والمتعب بمتطلباته.
إذا التلال يعيش أيام ترقب متعبة للبحث عن رئيس جديد، وقد فوت جباري وأصحابه على تلالهم فرص ذهبية كان يمكن تحقيقها، ومع ذلك وإن بدت الخيارات التلالية محدودة الآن، فإن المنتظر من رجال التلال، وإن اختلفت مذاهبهم أن يذهبوا ولو لمرة واحدة إلى ما ينفع التلال، ولا شك أن الأيام القادمة ستكون حُبلى بمفاجآت تلالية، أتمنى أن تكون إيجابية لتكشف عن رئيس تلالي بحجم التلال.
فرحان المنتصر
التلال يبحث عن رأسه القادمة!! 2021