باستغراب شديد تقبل المدافع التلالي الناشئ فيصل باهرمز غياب اسمه عن القائمة المستدعاة إلى المنتخب الوطني المتأهل إلى نهائيات كأس آسيا لكرة القدم تحت (16) سنة تحت قيادة الوطني سامي نعاش الذي بدأ قبل أسبوعين أو أقل أول مراحل استعداده للنهائيات تحت قيادة مدربه الجديد الوطني أمين السنيني.. للوهلة الأولى أعتقد باهرمز أن ثمة خطأ في الأمر أو سهو، لكنه اكتشف لاحقا أن هناك قرارا قد صدر بإبعاده، لكنه وبسذاجة الشباب أعتقد أنه - أي القرار - ربما ارتبط بالهدف العكسي الذي سجله في شباك فريقه يوم الأربعاء قبل الماضي لصالح فريق الشرطة السوري في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي في يوم صادف عيد ميلاده، ظنا منه أن الاتحاد ربما يتهمه بالخيانة الكروية العظمى.
وتزداد الدهشة والاستغراب وقوة الصدمة التي أصابت اللاعب، وكل من يتعصب له حبا وانتصارا لموهبته عندما يعرف فيصل ويعرفون هم ـ أيضا ـ أن قرار استبعاده من قائمة المنتخب جاء بأوامر مباشرة من أحمد صالح العيسي رئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم إلى المدرب السنيني الذي قال له بحسب مقربين: "عليك أن تنسى باهرمز نهائيا"، هكذا ومن دون تفاصيل.. بدت الصورة سوداء قاتمة في وجه اللاعب الشاب المتألق في صفوف منتخب الناشئين، والباحث عن موطئ قدم بين كبار التلال سعيا نحو مزيد من التألق في عشق المستديرة.
من يعرف اللاعب سيكتشف قدر الحزن والحسرة التي أصيب بهما بسبب ذلك الإقصاء ليس لأن المنتخبات تدر بالمال الكثير والرزق الوفير على من ينضم إليها، ولكن لأن السبب غير واضح.. ففيصل مقيد في الاتحاد الآسيوي وسبق أن لعب في منتخب البراعم خلال مشاركتين، وبرقم القيد الآسيوي الخاص بتصفيات كأس آسيا للناشئين العام الماضي تحت قيادة النعاش يعني أموره القانونية المتعلقة بالعمر أن افترضنا أن الأمر يتعلق به تمام التمام ويزكيها فحص الأشعة الذي خضع له قبل المشاركة الآسيوية في صفوف الناشئين.
وطالما الأمر هكذا تمام ومافي مشكلة، والمدرب الجديد جدد ثقته باللاعب كما فعل المدرب القديم، فلماذا الإبعاد ولماذا يتم الإقصاء؟!.. ولماذا الأمين العام للاتحاد رافض ورئيس الاتحاد رأسه وألف سيف ما يكون لهذا اللاعب مكان في منتخب الناشئين؟!.
إذا هناك قصة وقصة كبيرة لكن من يكشفها؟!.. لن ننتظر من الاتحاد أن يكون شجاعا للإفصاح عن السبب الحقيقي لأنه تعود على كولسة الأمور وإدارتها من تحت إلى تحت ومازلنا نتذكر كيف أن لاعب شعب صنعاء استغل جوازه المزور في الانتقال إلى شعب صنعاء نهائيا من الوحدة العدني بحجة أنه لاعب صغير السن، ولا يرتبط مع الوحدة بعقد، وكيف إن الاتحاد أصدر بحقه عقوبة إيقاف لمدة موسمين، لم يعلن عنها رسميا لكن الصحافة كشفت أمرها قبل أن يلغيها بقرار توافقي كان العامل المشترك فيه هو الشيخ رئيس الاتحاد.
ما يرشح إلى الآن هو أن الأمر مرتبط بالتلال وتحديدا بأمين عام نادي التلال الذي عمل على قيد اللاعب فيصل باهرمز في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي للأندية بعمر ووثائق تتناقض جملة وتفصيل مع وثائقة التي قيد بها في الناشئين والشباب، ولهذا فإن الاتحاد اليمني لكرة القدم أصر على إبعاد فيصل من قبيل الباب (اللي يجي منه الريح سده واستريح).
حقيقة القصة المسربة تبدوا مستغربة لاسيما وأن كل بطائق تمر من الأمانة العامة، وهي المعنية بفحصها ومراعاة دقتها حتى لا يفضح الأمر اليمني المتكرر في التزوير، ويلعب الأخ الأكبر في فئة أصغر من أخيه الأصغر، كما هو حال في كرة السلة وغيرها من الألعاب منذ سنوات.
ترى إن كانت عين الخبير، وهي تجيز القائمة التلالية؟! ولماذا يحرم لاعب مهم مثل فيصل باهرمز من قائمة لا يمكن الجزم بخلوها من المخالفة في الوثائق الأعمار، وأن بدت مستوفية لشروط اللعب وفق قواعد الفحص الإشعاعي على طريقة (اللي تلعب به اكسب به).
المصيبة الكبرى أن هناك من يهمس أن الأمين العام لنادي التلال وبعيدا عن رواية القيد والوثائق السالفة الذكر التي تبدوا مستعبدة، هو من يحارب لاعبي التلال في المنتخبات وعلى طريقة الصعيدي الذي قال"الود ودي اطخك عيارين"، والهدف هنا هو منع اللاعب فيصل باهرمز من المشاركة في المنتخب الوطني حتى يتفرغ للتلال المهدد بالهبوط، ليس فيصل وحده، بل إن معنيين بالأمر التلالي يؤكدون أن فيصل باهرمز يشارك آسيويا بصفوف التلال بجواز وبطاقة القيد الآسيوي نفسيهما التي حصل عليها في المنتخب، وأن أيادي غير خفية – هكذا عنوة - قد تدخلت لإقصاء لاعبي التلال من المنتخبات، ومنهم ثلاثة لاعبين من جملة خمسة تلاليين تم استدعائهم للمنتخب الأولمبي، وهناك غيرهم من تسعى الأيادي الخفية لحرمانهم من اللعب في المنتخب الأول، وكله لأجل عيون (حمراء).. كلام لا يقبل به عاقل، ولا تقره أخلاق الرياضة إن كانت حدثت بالفعل.. إنه إقصاء محزن تم لفيصل وربما لغيره من اللاعبين على طريقة وظلم ذوي القربى.