منذ أن تولى حقيبة وزارة الشباب والرياضة أواخر العام الماضي وأغلب المشاهد التي يتصدرها معالي الوزير الشاب
معمر الإرياني ـ حتى الآن ـ ترتبط بالتكريم الذي بدأه في صنعاء مع الزملاء عبدالعزيز عمر ورائد عابد وحسن
العيدروس وأبطال الإنجازات في الدوحة 2011م وأبطال التايكواندو، ثم حضوره شخصيا لتكريم أبطال التنس في
البطولة العربية التي أقيمت في الأردن قبل أن يشرف على تكريم أبطال الإنجازات 2007-2011م في العاصمة
صنعاء، ثم يطير بعد ذلك إلى الرياض لتكريم منتخب الجالية اليمنية الفائز ببطولة الجاليات في سلطنة عمان.. مشاهد
متكررة للتكريم خلال أشهر قليلة تصدرها الوزير الباحث عن مساحة للضوء من فوق كرسيه الوثير المثير(!!!)،
ومن حقه أن يبحث عن الصورة، بل من حق الصورة والضوء أن يبحثان عنه طالما هو وزير لقطاع مهم من الفعل
الإنساني مرتبط بالشباب والرياضة الذي تمكن من صنع أعلامه الخاص به هو الإعلام الرياضي لكن المشكلة تظل هي
متى وكيف يتم ذلك ما يمكن أن يتحدث عن الناس.
ولأن من أهم مهمات وزارة الشباب والرياضة هو الإشراف على العمل الرياضي والشباب في البلاد بما يساهم في نشوء
رياضة متطورة تقود إلى بناء منتخبات وطنية قوية قادرة على رفع راية البلد في المحافل الدولية فرديا وجماعيا بشكل
يوجب التكريم، وبالتالي تكون الصورة والضوء مستحقان للصانع والمشرف، فإن الملاحظ الآن هو أن الغائب في وقتنا
الحاضر هو الدور الإشرافي للوزارة في مسألة تتعلق بمهمة تسيير الموسم الرياضي.
والمتابع للشأن الرياضي اليمني اليوم سيجد أن أهم ثلاث بطولات في الرياضة اليمنية متوقفة، الأول دوري الدرجة الأولى
لكرة القدم التي أعلن الاتحاد أن توقيفه إلى أجل غير محدد بسبب عدم التزام الوزارة بصرف المخصصات، والثاني هو
دوري كرة السلة الذي فشلت اللجنة المؤقتة فاقدة الشرعية في إطلاقه بسبب رفض الأندية غير المعترفة بهذه اللجنة
المشاركة في بطولة تسير هذه اللجنة، والثالث هو دوري الكرة الطائرة الذي أوقفه الاتحاد احتجاجا على ما تعرضت له
فرق وادي حضرموت من تقطع على مشارف العاصمة صنعاء قبل أيام.. ما يعني أن الموسم الرياضي اليمني
مشلول.. نعم مشلول والوزارة منشغلة بالتكريم والوزير مشغول بالسفر إلى الرياضة لصرف (25) ألف دولار
لمنتخب الجالية في السعودية مع أن الصلاة على الميت الحاضر تظل أوجب منها على الميت الغائب!!!!.
الغريب في الأمر أن الوزارة التي انشغلت بالتكريم، ومن ثم بموضوع الانتخابات ترجمة لمناداتها بالتغيير لأجل التطوير
عجزت أو هي عاجزة - حتى الآن - عن حسم موضوع السلة، ولم تحسم بعد موضوع كرة القدم، وهي غير قادرة
على التعامل مع موضوع الكرة الطائرة لأسباب أغلبها ذاتية تتعلق بالوزارة نفسها التي غابت عن أجندتها حتى الآن
الرؤية الواضحة لما يمكن أن تفعله لأجل الرياضة والشباب غير التكريم والانتخابات والصورة التي يجب أن تكون
حلوة.. الشباب والرياضة ينتظران من الوزير الشاب الكثير الكثير، وهو أكثر من التكريم وأكبر من الانتخابات..
فالرياضة بطولات ومواسم وإنجازات، وليست صور ولجان!!.
وعلى ذكر اللجان.. هل مازالت الوزارة تتذكر أن فيها لجنة خاصة للموسم الرياضي؟!.. ترى ولماذا لا تخرج
هذه اللجنة إلى النور لتناقش أسباب تعثر الموسم الرياضي؟!.. العالم يشرف على نهاية الموسم، وموسمنا لم يبدأ
بعد!!.. على الأقل يجب أن تكون هناك بطولات، ولو مسلوقة حتى تتصدروا مشهد التكريم الذي تهتمون به
!!!.
فرحان المنتصر
زاوية حادة: الموسم أهم من التكريم يا معالي الوزير!! 1774