من النتائج المؤسفة لحرب 1994م تدمير الرياضة العدنية، وتحويل أنديتها إلى حانات ودكاكين وعطايا تعطى لمن لا يفقه، أو كي يشّغل نفسه بـ(مهرة) و(مهنة) ينتفع بها ماديا ونفسيا وتسلية.
وحدة عدن - القطب الآخر لرياضة عدن، يشكل مع التلال ثنائي المتعة والإنجازات والنجوم - تلاعبت به الأمواج وقذفته نحو أشخاص لا يعرفون قدره ومعناه وقيمته عند جماهيره، وبالتالي تباعدت مسافات البطولة والإنجازات بينهما، وصار النادي مجرد رقم عابر أو فريق (يتشعبط) بحبل البقاء ضمن صغار القوم.
كنت حاضرا في ملعبه لمشاهدة مباراته أمام غريمه التقليدي (التلال) بدوري الدرجة الأولى لكرة القدم، شاهدت كم يحب الجمهور فريقه الوحداوي، ظللت طوال أوقات كثيرة من اللقاء أجول بناظري وأمعن فيه، رأيت كم هو عظيم هذا الجمهور، يقف خلف فريقه في السراء والضراء، وهي من النوادر في عالمنا العربي، أن تجد هذا الجنون الكروي تجاه فريق كلما ابتعد عن البطولة، وساءت نتائجه تجد جماهيره تتزايد، وفي يقيني إن جماهير نادي النصر السعودي تقاسمه هذا الجنون اللا متناهي تجاه من يعشقون!.
الدخلاء على رياضة عدن، جعلوا من الوحدة حقل للتجارب، فأتوا بأنواع مختلفة من البشر و(نصّبوهم) على كرسي إدارته وهم لا يعرفون تاريخه، ولا يقدّرون ثمنه، مثل ذاك الذي لا يفرّق بين سلة (بطاط) وسلة جواهر!.. قبيل سنوات عديدة قال لي وحداوي أصيل إن تلك النوعيات الإدارية يحتاجون (كنس) بـ(الشيول)!.
اليوم (زي) الأمس وأسوأ، يتحكم رئيس النادي عيدروس العيسي في مصيره ومصائره، يتعامل بكبرياء بغيضة مع الجميع وبمركزية مميتة وسط عالم مفتوح، في المقاهي يتندرون على (الرئيس) ويتلذذون في تسمياته: (فرعون، طفاح) وأمامه يبسطون أياديهم ويدعونه: "يا سيدي وتاج رأسي"! مع قبلات لذيذة على اليد والرأس.
تناقض غريب لا يحدث إلا في أروقة فرسان الفيحاء، فهل سيتواصل صمت شرفاء الوحدة المخزي؟!! أين الجمعية العمومية؟! وإلى متى ستمضي في تجاهلها وغض الطرف عن ما يحدث من انحدار مهين، وغياب عن منصات التتويج، و(إعدام) ألعاب كانت رائدة، وتزين كؤوسها جدران المبنى الأخضر؟!!.. ما يحدث في الوحدة ترجمة حقيقية لشعار: (وحدة من أجل الرئيس) وكفى!.
علي سالم بن يحيى
وحدة من أجل الرئيس ! 2118