تلاليتي المفرطة تجعل قلمي يشد رحاله نحو بحر عميد الأندية، كلما أحس بالخطر يحوم حوله، ولم تسعفه مجاديف الحاجة للمرور صوب اليابسة.
أحيانا يلومني بعض الزملاء من حدة الطرح، وآخرون يهاجمونني وكأنني سبب انتكاسة الفريق، وهبوط اسمه في بورصة المنافسة على لقب بطولة دوري النخبة الكروية في البلاد، واختفاء ثلة الدعم عن أنظاره، وتقاعس العشاق عن مده بأكسجين الحياة!.
دبابات قهر التلال لا تتوانى عن دك حصونه، وصواريخ التآمر من كل حدب وصوب، وديناميت التخريب مزروع في جسده، والحزام الناسف مربوط بعنقه، لا يحاول الفكاك منه، لعلمه أن الحزام قابل للانفجار في أية لحظة..هكذا يحس من يتوجس خيفة من ذلك السلاح والوباء اللعين، مع يقيني أن ذلك (الصنم) الذي يحمله انفجاره يشبه ذوبان "الآيسكريم في الجليم"!.
لن أضيف جديدا إذا ما قلت إن التلال هذا الموسم يعيش أسوا فتراته، ويحصد ثمار سياسات الجهلاء الخاطئة من جميع جهات الغباء والخواء الفكري الرياضي، لكن السؤال: أين التلاليون من بيتهم الذي سلبوه منهم دون رفع إشارة صفراء أو حمراء في وجوه حمران العيون، وهم لا يربطهم رابط جسدي ولوني مع الأحمر العدني؟!.
كنت حاضرا في ملعب حقات لمشاهدة مباراة الفريق أمام نوارس حضرموت (الشعب) عصر الجمعة الماضية، كنت أتجول بخاطري في أرجاء الملعب المختلفة، رأيت الجمهور غير الجمهور، نبرات التشجيع غير معهودة، غاب عندليب التشجيع ومن يضخ بصوته دماء الحماس في أوردة عناصره، غاب خالد حداد، وغابت المتعة والحس التشجيعي التلالي عالي المذاق، هذه واحدة من نظرات وعبرات الاختناق، والثانية حالة قميص اللاعب محمد علي فريد ورقمه المنزوع الذي تعرض للشد، فخرج عن نطاق خدمته، وحاول (البؤساء) تدارك الأمر، بترقيعه، بخرقة بلاستيكية، سرعان ما ذابت في عرق الذل والملابس البالية، هل يعقل أن التلال متمسك بحبل البقاء ببدلة واحدة فقط، وكما قال لي بعض المشاهدين إن رقم محمد علي فريد في أكثر من مباراة يسقط مصروعا، دون إسعافه بآخر يحفظ ما تبقى من هيبة العميد المندثرة في وحل من تركوه وحيدا، بعد أن طعنووووه برماح قاتلة تحتاج لسنوات وسنوات، حتى يتعافى منها.
التلال بقيادة جمال نديم فاز على الشعب وحقق مبتغاه بثلاث نقاط غالية، لكن النكهة التلالية مازالت غائبة، وكي لا أكون سوداويا فإنني أشيد بحارس المرمى عمروس وثباته وتألقه، وهو من تعرض للظلم والتهميش في مواسم الإبعاد وتكديس المحترفين - كحال الحارس سعود السوادي - على حساب أبناء النادي الذين جثم الحمل عليهم في وقت قياسي وعصيب.
زواج المتعة (غير الشرعي) بين التلال وقيادته، لم يستمر طويلا، وشاركه في ذلك (تابعه) اتحاد كرة القدم، الذي أظهر عينه الحمراء بعد مباراة هلال الحديدة وطبّق اللائحة بحذافيرها، وبالأمس كان (حمران العيون) يديرون العمل وعبر اتصال تليفوني، و(يدوسون) الأنظمة واللوائح بـ (الجزمة)! بينما بقي حاكم زمانه على عهده، وأكد شرعية زواجه الكاثوليكي لا انفصام ولا انفصال فيه.
علي سالم بن يحيى
زواج متعة! 1911