لا يختلف اثنان بأن واقعنا الرياضي أصبح ميئس منه، وأن رياضتنا اليمنية على اختلاف مسمياتها وبالأخص كرة القدم قد دخلت مرحلة خطيرة جدا أشبة بالموت السريري، هذا طبعا لسان حال المتفائلين، إما الجانب الآخر فيؤكد أن رياضتنا انتهت – أصلا - فمن فشل إلى آخر، ومن عشوائية قاتلة إلى ارتجالية متهورة في اتخاذ القرار وضحك على الذقون والذي لم يعجبه فرأيه لا يقدم ولا يؤخر طالما، والنية مبيتة لهدم معاول الرقي والتقدم في وقت سابق كنا قد استبشرنا خيرا بتعين الأخ معمر الإرياني وزيرا لوزارة الشباب والرياضة، وهو الذي قضى معظم أوقاته معايش للشباب والأخير، هو الأدرى بمواقع العبث وبؤر الفساد، ولكن وإلى الآن لا جديد يذكر ولا قديم يعاد سوى الاجتماع الشهري مع الإعلام الرياضي الذي باعتقادي سيكون وبالا عليه في قادم المناسبات، ومع ذلك كلنا أمل بأن يخطوا الوزير خطوات إيجابية بأعمال وليس بأقوال.
إن حركات التغيير التي طالت الوطن العربي أتت على كل شيء، فالأشياء من حولنا في حركة متسارعة والعالم يتقدم إلى الأمام، ونحن نجد بشر من حولنا يخافون من التغيير، ويصرون على بقاء الحال المايل على ما هو عليه لأنهم ببساطة يتوقعون الفشل نظرا لفشلهم الذريع في محطات سابقة، وإن جاءت فكرة التغيير يصابون بحالة هستريا غريبة، وكل ما يفعلوه هو المحافظة على مناصبهم ومواردهم عدى ذلك "ففخار يكسر بعضه"، والغريب في الموضوع أن كل شيء في رياضتنا متعلق برجل واحد يمتلك الحل والربط، وأعتقد أن نفوذه وسلطته تخوله لفعل ما يريد وكيفما يشاء وفي أي وقت كان وبمباركة من الوزير نفسه والعلم عند الله.
وبالعودة إلى التغير، وهي سنة الله في أرضه لا ولن نتقدم ونرتقي ونواكب العالم ما لم نتخلص من الحرس القديم الذين آكل الدهر منهم وشرب، وتلك الوجوه التي مازالت تمارس دورها السلبي وبكل جراءة سواء بوزارة الشباب والرياضة أم في اتحاد العيسي الذي مازال يعبث بسمعة بلادنا كرويا طيلة مدة توليه لرئاسة اتحاد القدم، ومن يومها فقدت الكرة اليمنية الكثير من وزنها وسمعتها وخفت يريقها وراح جمالها وولى وأصبحت أشبه بالعجوز الشمطاء، وما زاد الطين بله تأخر تصنيفنا الدولي واقترابنا من تصنيف الصومال واريتريا، وقد تكون اريتريا أفضل منا!!.
نريد مبررا واحدا مفهوما ومعقولا لاستمرار الحاكم بأمره ودون تغير بينما عمليات التغيير من حولنا شغالة على قدم وساق, يا جماعة الخير حركات التغيير الجارية في وطنا العربي أطاحت برؤساء وزعماء دول فشلوا وأثبتوا فشلهم، فقامت عليهم الدنيا بما أرجئت فما بالكم برئيس اتحاد كرة قدم لا راح ولا جاء لما لا تقوم كل الأطر الشبابية والرياضية بانتفاضة على الأقل لكسر هذا الصمت القاتل لبقاء الفساد والمفسدين؟.
لماذا لا يحترم هؤلاء الناس أنفسهم، ويبتعدوا ويستقيلوا ويذهبوا لممارسة أعمالهم الخاصة الذي ولدوا وشبوا عليها ومارسوها وكانوا ينظرون إلى رياضة كرة القدم بالذات وبأنها لا تغني ولا تسمن من جوع، فكيف أصبحت بقدرة قادر لا يجف ضرعها؟.. لماذا لا يدعوا المجال أمام الشباب المبدع المتسلح بالعلم والمعرفة وعندنا منهم الكثير ممن يحملوا البكالوريوس والماجستير والدكتورة، لكن فرصهم قليلة وبعيدين عن صنع القرار؟.. لماذا نصر على التجريب بالمجرب، وقد أثبت فشله الذريع هو أعوانه من أصحاب مات الملك عاش الملك؟.
صرخات وأنات ملتهبة، وغيضا من فيض من أحد شوارعنا الرياضية الممتلئة بالغيظ والحنق من اتحادنا الذي لم يستطيع لحد الآن من التعاقد مع مدرب محترم لقيادة منتخبنا الوطني خلفا للكرواتي ستريشكو كان الله بالمقام الأول بعون جماهيرنا الرياضية التي تحلم بيوم يأتي ونحن نجاري على الأقل فيه دول الجوار بمستواها ثم بنيتها التحتية من منشآت وملاعب وصالات مغلقة وفكر رياضي سليم.
أتمنى من كل قلبي أن نسمع ما يبشر، ونرى بأم أعينيا ما يبهج في قادم الأيام لأنني على ثقة بأن القادم سيكون - بإذن الله - أجمل وأفضل ولنحلم ولنكن على آمل بأن الأيام الجميلة هي تلك الأيام التي لم نعشها بعد.. والله من وراء القصد.
عيدروس الفقيه
الربيع العربي يستثني العيسي!! 1721