الحال أبلغ من المقال كما يقال.. نعم لا تستغرب عزيزي القارئ إنها حقيقة وليست خيال من نسيج الكاتب في واقعنا المر، وحالنا المؤلم في ملاعبنا التي تجعلنا ندمعُ عليها، ونرثى لحالها، وقد صارت أشبه بمزارع بطاط ومطبات وفجوات وانشقاقات، وتصلب في أرضيتها واعوجاج في سطحها ممتلئة بالأحجار الإسمنتية مع التصحر الذي أصابها، فجعلها كصحراء (الربع الظرافي) الذي يتواجد في قلب العاصمة وفي مكان يقابل ميدان التحرير، ذلك الملعب الذي كان يمتلئ بالجماهير الحاضرة العاشقة الباحثة عن متعة تستظل تحتها، وتمتع معها وتنجذب لها عن طريق تسطير الرياضة بكل دهاء وحرفة وحب وعشق لا ينتهي، فصار الآن عكس ذلك تماما، والسبب الذي يبطل العجب (حال ملاعبنا).
لاعبنا كلمة ثقيلة تردد على ألسنة الجماهير، كلمة معدومة مخنوقة صارت تقال في ألسنتهم، كيف لا وملعب الظرافي كان يعاني من سوء اهتمام في أرضيته، وصار اليوم بدون أرضية رياضية، وملعب فاقد للونه ونكهته المؤلمة سابقا ليصبح وضعه أكثر إيلاما بعد أن فقد مكانته كملعب حقيقي، يأتي بعده معلب الحبيشي الذي يعاني من أبسط المقومات حتى قطرات المياه لم تعد تصله حتى أقفل وصار معلب مهدد بالسطو عليه من قبل حمران العيون الذي قد يأتي بأية لحظة ويبسط عليه كورثة ورثها من جده (التاسع) الذي كان شيخ ابن شيخ.. أما ملعب المريسي الذي نتفاخر (بالساعة الكاسيو) المعلقة في جدرانه، ونحن بتلك العقلية القديمة لم نقدم له إلا جديد الكراسي الملونة ومازال مهدد ملعب المريسي حتى الآن بالكساد، هذا إذا لم يكن الآن حاصل له أي مكروه بسبب ما صار للبلد وحتى هذه اللحظة مازال مصيره مجهول، ومثله ملعب ستاد إب ملعب (أبو موكيت) الذي تدخل وحل مشكله التصحر حتى يبدو بمنظر جميل ورائع لدى مسئولينا، أما أجمل الملاعب، وهو ملعب الوحدة بأبين فقد دمروه وخربوه بعد أن كان تحفة رياضية نتفاخر بها، والله لا يسامح من كان السبب.. أما بقية المحافظات فحدث وحدث ولا حرج ملاعب لا تنفع حتى ساحة لسباق الخيول، ويقولون إنهم يهتمون بالرياضة والرياضيين ونولي الرياضة وكرة القدم جل اهتماماتنا ولدينا وزارة شباب ورياضة لا تعرف كم عدد ملاعب الجمهورية في كل المحافظات.
مأساة.. ومشكلة حقيقية.. وفشل مستفحل.. وانحدار.. وعجز.. وتهميش متعمدّ.. وسكوت مريب من قبل وزارة الشباب والرياضة التي (تعلم) عن هذه الملاعب وتدعي (عدم) المعرفة بحالها، وهي مهمتها رعايتها وخدمتها بكل السبل المشروعة، والله مصيبة رياضية بوزارة الشباب والرياضة في زمن البلاد تعاني من ثورة لأجل الإصلاحات نراها تصر على ارتداء نظارات شمسية وعيون زجاجية حتى لا ترى ذلك المنظر الذي قد يؤثر على مشاعر موظفيها أو مسئوليها.. ويبدو أنهم هكذا يفكرون وهكذا يقررون وإلا لما وصل حال تلك الملاعب إلى تلك الصورة والحال المتردي والذي لم تعد ملاعب صالحة حتى للعب عليها (الزراقيف) فما بالكم بكرة قدم.
وقبل أن اختم سطوري هذه دعوني أذكر وزارة الشباب بأسطر قليلة عن الملاعب قرأته من أحد الكتاب في منتدياتك كورة، وهي تحكي عن واقع ملاعبنا مع لاعبينا مفادها: "يحضرني هنا حديث طريف جمعني مع لاعب سابق من لاعبي وحدة صنعاء إذ قال لي: إن جمال أرضية ملاعب السعودية عشية ذهاب الوحدة للعب مباراته مع الهلال السعودي (آه كانت أيام) جعلت من لا يجيد التسديد بالرجل اليسرى (أشول) بامتياز من فرط روعة الأرضية وجمال الملعب (يفتح النفس) حسب تعبيره.. أسطر عبرت عن جمال الملاعب مع الفائدة وأتمنى أن تصل الرسالة".
عباد الجرادي
ملاعبنا.. مزارع بطاط 3174