الصراع مع اتحاد الكرة مثير ومستمر، وتنوعت أشكاله وأساليبه وأدواته.. فهذا الاتحاد وبالتحديد رئيسه أحمد العيسي منذ أن وفد إلى مقر اتحاد الكرة و الخصومة فيه ومعه مشتعلة.. تارة لقرارات الاتحاد وتارة لتدخلاته الشخصية, كان يعول عليه الكثير في تغيير شكل الكرة اليمنية, و لكنه وللأسف أضاف لها أعباء زادت من معاناتها ومحنتها، وحول الاتحاد إلى مصلحة اجتماعية للأندية.. فدخل في مصادمات عنيفة مع الصحافة الرياضية والعديد من رموزها، وكانوا فيه شركاء متشاكسون, فيما الأندية واللاعبون والحكام في غالبيتهم يقعون تحت جناحه، وفي قبضة يده قطع شطرنجية يحركها كيفما شاء, فكل ما يصدر عن الاتحاد من قرارات وتوجيهات مهما كان صوابها وخطأها أو تناسبها من عدمه مع واقعنا تلقى القبول وتواجه بالرحب والسعة والسمع والطاعة.. فالعيسي بركة تدر بالياقوت والمرجان ولا يحبذ أحد أن يخسر عطاءها و كرمها مهما كلفه ذلك من تنازلات، والشواهد على قفا من يشيل.
هذه العلاقة الذهبية مع الأندية والتي حفظت لهذا الاتحاد موقعه الذي لا يستحق أن يبقى فيه لولاها في طريق للانفراط و التحلل.. فبعد الربيع العربي تغيرت أدوات وأساليب التعامل بين القاعدة والقيادة, والصوت الضعيف استقوى وأصبح نافذا, بدأها الصقر و جماعته الهابطة وكانت شجاعة تستحق الاحترام تبعهم أندية دوعن و قصيعر و المهرة في الدرجة الثانية حينما قالوا (لا) للعيسي واتحاده، كلمة صغيرة لم يكن يسمعها من قبل.. ولكن كان لابد من إن يسمعها وها هو ذا يسمعها وإن تطلب الأمر تضحيات وضرائب باهظة.
استغربنا من قبول أندية الأولى والثانية استكمال الدوري في ظروف أقل ما يقال عنها سيئة.. وزادت حيرتنا من استمرار تعاطي الأندية مع قرارات هذا الاتحاد الهوجاء، وقبلت أن تبدأ الموسم بدون استعداد وجاهزية، و في ظل استمرار الظروف الصعبة، ولكن حيرتنا يحيطها إيمان راسخ وعميق بأن كل ما سيأتي سيحول السكوت إلى صيحة والطاعة إلى معصية، ولن يكون هناك مكان للعبث واللخبطة واللعب بجراح الناس, فكرة الثلج المناهضة لهذا الاتحاد بدأت تتدحرج من حيث يدري و لا يدري, و ثمة مؤشرات تدل أن حال الكثير من أندية الأولى لا يسر ولربما تنفجر في أية لحظة و لابد من وصول شررها للاتحاد الموقر!!.
وما أعلنته أندية وادي حضرموت من رفضها القاطع للمشاركة في دوري الدرجة الثالثة ما لم تحصل على مخصصاتها أولا و ثانيا ترفض علنا موعد البطولة وفترتها الزمنية بمراحلها المختلفة، وبل وأعلنت صراحة مواجهتها للاتحاد العام وطالبته بالاستقالة, وهو موقف جريء لم نكن نتعوده ولدينا تأكيدات بأن الأندية لن ترضخ لأي حلول جزئية أو وسائل ترضية، وقالت: "لا دوري و لا ممثل ويكفي ضحك على الذقون, فشق عصا الطاعة على اتحاد الكرة بدأ وانطلق ولن ينتهي إلا بالتغيير.. و التغيير وحده"!!.
سعيد عمر باشعيب
الأندية تشق على اتحاد العيسي عصا الطاعة 2628