من السودان إلى سوريا، تتوحّد الصفوف وترسم معالم النصر ضد المليشيات، بينما وحدها اليمن تواصل مسلسل الخيبات المتلازمة.
الانتصارات في العالم يصنعها قادة نذروا أنفسهم لله والوطن، أما نحن، فنذر قادتنا أنفسهم لرفاهية الفنادق وشاشات القنوات.
تأملوا قادة الشعب السوداني، يقفون في الصفوف الأولى على الأرض، جنبًا إلى جنب مع جنودهم. تأملوا قادة الجيش الوطني السوري، يقودون المعارك ميدانياً مع النخب السياسية.
ثم انظروا إلى اليمن: القيادة السياسية موزّعة بين فنادق العواصم العربية والأوروبية، بينما الجندي والضابط والنازح في الميدان يصارعون المليشيات الطائفية والمناطقية، يواجهون قطع الرواتب، الفقر، والجوع حتى الموت.
لدينا خيبات متأصلة وموروثة؛ بينما يتجه العالم نحو طي صفحات المليشيات وإنهاء نفوذها، تذهب الشرعية اليمنية لتشرعن المليشيات وتمنحها التنازلات السخية.
نعم، نحن أصحاب القيادة الأعجوبة، القيادة التي لا شبيه لها ولا نظير.
في كل دول العالم، تصنع القيادات انتصارات سياسية واقتصادية واجتماعية من انتصارات جيوشها، إلا في اليمن، حيث تُبدع القيادة في التفريط بكل انتصار. بل وتتفنّن في تحويل الانتصار العسكري إلى هزيمة ساحقة.
نحن حكاية لا تنتهي؛ بدايتها خديعة، ونهايتها التشبّث بالخديعة.