كثرت في الآونة الأخيرة، الانتقادات اللاذعة الموجهة إلى طريقة وأسلوب وآلية عمل اتحاده كرة القدم.. وما نأسف له أن عددا غير قليل من إخواننا الإجلاء وزملاء الحرف الرياضي يرمون بالائمة (كلها) على عاتق الرجل (الأول) في الاتحاد.. وهو شخصُ الأخ العزيز الشيخ أحمد صالح العيسي (أبو صالح) معتقدين – والله أعلم - أن بيده العصا السحرية لـ(حلحلة) كافة الإشكاليات العارضة وأخواتها (المعترضة)!.. متناسين أن الاتحاد هو الأمانة العامة ولجنة المسابقات ولجنة الحكام ومسئولون آخرون من عيار أثقل من (الحديد)!.
شيء يدعو للعجب أن نعتقد أن كل الأخطاء المرتكبة في الملاعب، وتلك التي تخص الدوري العام، بمختلف درجاته، ناهيكم عن شغب الملاعب وانحياز الحكام لفرق دون أخرى..كل ذلك ما كان له أن يحصل، لو كان العيسي جادا وصارما في قراراته!.. ويبدو أن الحكم على الرجل بضرورة إحاطته وإطلاعه الكامل على كل صغيرة وكبيرة، داخل أروقة الاتحاد، وأن يكون هو الشخص المسئول، دون غيره، عن إخفاقات وتعثرات وتجاوزات (البعض)!.. يبدو أن لك الحكم ظالما لناظره، من عين أو زاوية الإنصاف والعدل.
فليس بالإمكان أن يسيطر رئيس الجمهورية اليمنية - على سبيل المثال لا الحصر - على الشارع العام ولا بالإمكان أن يفرض سيطرته على حي بعينه من أحياء أمانة العاصمة إذا ما حمل كل واحد منا السلاح، في مواجهة الآخر!.. ما بالكم، ورئيس اتحاد القدم الذي هو مسئول عن دوران الكرة في ملاعبها بانتظام وبدون منغصات، أصبح في نظركم، هو المسئول الأول عن تعثر الدوري أو شغب الملاعب الذي لا ضابط له في ظل اهتزاز الأوضاع السياسية في البلاد!.
اعلموا أن العيسي – وهذا ليس دفاعا عن الرجل- هو إنسان في المقام الأول، يخطأ ويصيب، ولكننا -للأسف- نوجه سهامنا فقط، في حالة ارتكاب الخطأ غير المقصود من الرجل نفسه.. وبهذا نكون قد ظلمناه وأيما ظلم!.. يجب أن نسمي الأشياء بمسمياتها، عند ارتكاب الأخطاء من قبل عناصر محددة هنا أو هناك.. ولا نعمم الخطأ ونعتبرهُ فعلا (إراديا) صادرا من شخص بعينه!.
أبو صالح، سيظل ذلك الممدود يدا لكل الجهود الطيبة التي تعمل من أجل انتشال الوضع الراهن، من حالته المزرية.. لا بترصد وتصيد الأخطاء أو ملاحقة الهفوات ومطاردة الرجل عبر تعليقات سمجة خالية من المسئولية.. ولا باعتبار الخطأ مجسدا في شخص الرجل الأول فقط!
فالاتحاد منظومة متكاملة، وفيه أقسام متخصصة، والأخطاء الصادرة، عن بعض تلك الأقسام يتحملها (أصحابها).. ولا نعفي هنا الشيخ أحمد، من المسألة، وإيقاف كل عابث عند حده.. وهنا يقع اللوم الأكبر على العيسي إذا ما أخفق!.
وعليه من اليوم وصاعد أن يتخذ القرارات الحازمة والصارمة في كل من يشوه بصورته أو يعمل على زعزعة جهوده، وتصويرها بأنها مشلولة أو عدمية أو ناقصة في أحسن الحالات!.. أتمنى أن يتروى الزملاء الإعلاميين عند توجيههم النقد لأي (كائن) كان، وأن ينطلقوا في نقدهم لأية ظاهرة مزعجة، اعتمادا على العقل لا العاطفة!.. وكفى!.
الخضر الحسني
اتحاد الكرة.. والعيسي رجل مرحلة! 1926