يعاني الوطن السوري اليوم من الجور والظلم حد اللامعقول مما يحدث، ولدرجة أصاب الإنسانية بالذهول جراء تعامل النظام مع مواطنيه بوحشية بالغة، وهو أمر بات محل استنكار المجتمع الدولي ومحل إدانة واضحة من كل الشعوب المحبة للسلام، وهو موقف كان ينبغي أن يتم منذ وقت مبكر.. ذلك إن الصمت حيال ما يجري تواطؤ لا يمكن القبول به.. وإذا كان النظام السوري قد أوغل في القتل وبلغ مستوى يعجز تصديقه، فإنه بهذا الإجرام يتساوق مع المخطط الفارسي تماماً إن لم يكن أداة تنفيذية بيد طهران التي تستهدف الأمة العربية، وترى في تدمير وقتل الوطن السوري ورقة تلعب بها فيما يخصها فارسياً للضغط على الدول الأوروأمريكية في مفاوضاتها على المسألة النووية، هذا علاوة على المؤامرة الإيرانية على الشعب السوري الذي عانى طويلاً من الاحتلال الفارسي لسوريا واستلابها القرار السيادي، وجعل النظام مرتهناً بالإغراء والدعم اللامحدود الذي يقدمه الآيات، لتبقى سوريا العروبة أشبه بالحديقة الخلفية لإيران في السيطرة على دول المنطقة والعبث بأمن واستقرار هذه الدول وعلى وجه الخصوص لبنان التي نرى إيران باسطة ذراعيها بالوسيط ومعها النظام في سوريا الذي يدفع نحو توتير الأجواء باسم القضية الفلسطينية والجولان التي طالما كان النظام هناك من أخلص حلفاء اسرائيل في تحقيق الأمن على الحدود، ولم نجد طوال عقود عديدة أن طلقة واحدة باتجاه اسرائيل من الجولان أطلقت.. لذلك بقيت الأرض المحتلة السورية مجرد ابتزاز سياسي يقوم به النظام ضد مواطنيه، ومزايدة على الشعب الصابر البطل الذي بقي تحت نظام الطوارئ والقهر والسجون والتشريد والخوف زمناً غير قصير، كان لطهران الدور الأساس والأول الذي أنتج كل هذه التداعيات الخطيرة، فمن أجل طهران المحتلة اتهم الأحرار بالعمالة والخيانة والتواطؤ مع اسرائيل ضد طهران.. هكذا جرى توزيع التهم جزافاً وبإشراف المخابرات الإيرانية، كما كشفت ذلك القوى النضالية التحررية في سوريا.
واليوم بأجندة طهران يمارس النظام السوري الجريمة بكل أبعادها السياسية والاقتصادية ويصل إلى مستوى ارتكاب مجازر وحشية يندى لها جبين الإنسانية، وهو ما لابد من كشف كامل أوراق اللعبة (العلوية الفارسية) التي تريد شعب سورية المكافح المناضل تحت الانتداب الفارسي باسم اتفاقيات ومعاهدات تجارية وغير تجارية وسياحة شيعية اثنى عشرية، غايتها حصار المجتمع السني بأقلية علوية تناغمت تماماً مع طهران ضد العراق وصولاً إلى احتلال بغداد وكما تناغمت تاريخياً في هذا الاتجاه من خلال ما يسمى (بفرقة الحشاشين) وهي طائفة شيعية نزارية انفصلت عن (الفاطميين) في القرن الثامن الميلادي واشتهرت في إيران في القرن الرابع عشر الميلادي، حيث أسسها هناك (الحسن الصباح) الذي اتخذ من (قلعة الموت) منطلقاً لممارسة القتل والاغتيالات في الشام وتحديداً دمشق، وكان ينظر إلى سورية أنها مركز القضاء على الأمة إذا ما تم السيطرة على القرار السياسي فيها.
واليوم التاريخ يعيد نفسه من (طهران) قلعة الموت يجري دعم النظام (العلوي) السوري لقتل المواطنين وإرعابهم والفتك بالحياة، ليمر المخطط الجهنمي على هذه الأمة من سوريا، ممثلة بالنظام الطائفي ولبنان حزب الله, وكل ذلك بهدف توغل فارسي وهيمنة (قم) على القرار السياسي والديني وتدمير الأمة العربية بنزوع انتقامي يصل إلى حد ارتكاب جرائم ضد الإنسانية بإشراف مباشر من طهران والمخابرات الفارسية وإحداث تحول جذري يعمل على طمس الهوية العربية الإسلامية وفق مخطط واضح يشارك فيه النظام السوري العميل لطهران، وما لم تحدث وقفة جادة من أبناء هذه الأمة لإيقاف مسلسل التآمر وبسرعة، فإن القادم سيكون أكثر بشاعة.. وهنا نقول وبوضوح: إذا كان مطلب القوى الوطنية في اليمن طرد السفير السوري ممثل النظام الغير جدير بالثقة معه، فإن الأولى المطالبة بطرد سفير طهران في اليمن.. هذه الدولة الراعية للفتن والممولة للفوضى في المنطقة والمتآمرة ضد مستقبل وحريات الشعوب العربية وهو ما يجب التأكيد عليه، فالخطر فارسي في المقام الأول وما النظام السوري إلا كذبابة في ذيل فيل.
المحرر السياسي
من أجل سوريا.. اطردوا سفير طهران 4636