لا أدري إن كان الأمر (متعلق) بضعف التزامنا الديني أم بتقصير دولنا وحكوماتنا العربية، فقد مرت ذكرى المولد النبي الشريف مرور الكرام حتى أن الكثير منا لم يعد يكترث بمولد سيد الخلق، كما يبديه مع مناسبات أقل أهمية مثل الكرسمس وعيد الحب وعيد الشجرة وغيرها من المناسبات الأخرى، لعل العولمة وتواضع التعليم ودور الثقافة قد ساهمت بشكل سلبي في عدم إيلاء هذا الحدث مكانته الطبيعية بيننا كمجتمع مسلم.
لا يعرف كثير منا النسب الدقيق لرسولنا الكريم فهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر وينتهي نسبه إلى إسماعيل عليه السلام, وأبوه عبدالله بن عبد المطلب أحد الذبيحين المذكورين في الحديث الشريف (أنا ابن الذبيحين) يعنى جده البعيد إسماعيل, حين أمر الله سبحانه وتعالى إبراهيم علية السلام بذبحه, والذبيح الثاني هو والده عبدالله، وذلك أن جده عبد المطلب حينما حفر زمزم واستخرج كنوز جرهم منها, نازعته قريش فيها ولم يكن له من أبناء ينصرونه ويؤازرونه, فنذر لله أن رزقه عشرة من الذكور ليتقربن إلى الإلهة بواحد منهم, ورزقه الله عشرة من الذكور فأقرع بينهم فخرجت القرعة على عبدالله لكن الله افتداه بمائة من الإبل.
للأسف فإن كثيرا من الشباب والرياضيين لا يعرفون أن الرسول هو أعظم قدوة يمكن أن يقتدوا به، فرسولنا الكريم على الرغم من تجارته المحدودة إلا أنه اكتسب شهرة كبيرة لأمانته وشرفه المشهود له بهما في مجتمعه، ومن ثم كان الكثير من تجار مكة يعرضون عليه العمل لهم في تجارتهم مقابل أجر أكبر من أقرانه، وكانت خديجة بنت خويلد أحد أشرف مكة ومن أكبر تجارها تستأجر الرجال ليتاجروا بمالها في أسواق الشام والحبشة مقابل أجر لهم, ولما سمعت عن شهرة محمد تمنت أن يكون أحد رجالها – وكان يومها في الخامسة والعشرين من عمره – فعرضت عليه أن يخرج لها في تجارة إلى الشام على أن تدفع له أجر رجلين فقبل محمد وخرج في تجارتها ومعه غلامها ميسرة وابتاع واشترى وعادت تجارته رابحة بأكثر مما كانت تتوقع خديجة, وأثنى خادمها على محمد ثناء لا حدود له.
ناهيك عن الصفات الأخرى الحميدة فقد روى المؤرخون أن أبا أمية بن المغيرة وكان من قريش لما رأى ما وصلت إليه حال القبائل خشي أن ينفرط عقدها، فأشار عليهم بأن يحكموا بينهم أول من يدخل عليهم، فكان محمد عليه السلام، فقالوا رضينا بالأمين حكما واخبروه الخبر، ففرد ثوبا وأخذ الحجر ووضعه، وطلب من رؤساء القبائل أن يأخذ كل منهم بطرف من أطراف الثواب فرفعوه جميعا حتى إذا بلع موضعه وضعة بيده ثم بني عليه، وهو أمر يعكس حكمة الرسول.
كم أتمنى أن تقوم الأندية ومكاتب الشباب والرياضة بندوات خاصة عن المولد النبوي الشريف كلما سمحت الظروف، فالشباب يحتاجون للاقتداء بسيد الخلق أجمعين وإمام النبيين وشفيع أمته يوم القيامة خاصة بعد أصبح جل الشباب متأثرا بنجوم من زوايا لا تعكس تفوقهم، لكن بقشور لا يمكن أن تنمح العربي مكانته في هذا العالم الفسيح.
@@@@@@@
سألني أحد الزملاء من معلقك المفضل؟.. قلت رؤوف خليف مع احترامي لشعبية الشوالي الجماهيرية، فأنا لا استسيغ صراخ الشوالي لـ(90) دقيقة.. وأحبذ فشات خليف الذكية.
احمد الظامري
ألمن يبحث عن القدوة؟ 1881