قد لا أتفق كثيرا مع من تفاءل باجتماع الأخ الوزير بالإعلاميين الرياضيين، ويكفي نظرة تمحيص لشخوص الحاضرين ليتسنى معرفة دافعي لفضح تشاؤمي.. خطوة قد يظن بعض المتابعين أنها في الاتجاه الصحيح أو تكاد تكون ضمن خطى التصحيح في مسار علاقة غير الود التي كانت بين الوزارة والإعلاميين، وقد يتأكد ذلك عندما نتأمل تلك الأسماء التي اعتادت الوزارة على الاتقاء بهم والاكتفاء بحضورهم الزائف لتمثيل كيان ينتشر رجاله في عرض البلاد وطولها!.
يقتلني كل يوم آلاف المرات ذلك الصمت المطبق الذي يقال فيه حال الإعلام الرياضي الذي أضحى يفتقد العاملون فيه إلى أبسط الضمانات الأكيدة لاستمرار هوية الإبداع عنهم وللحفاظ على إطارهم من غزو المتسلقين الذين أحالوا الإعلام الرياضي إلى شغل من لا شغل له؟.
نقول هذا يا سادة بعد أن عشنا وشفنا وعايشنا الحالة المزرية التي آلت إليها حركة الإعلام، وأين أضحت مكانة المشتغلين في أقسامه؟.. ويكفي أن نحلق بأنظارنا في صفحات الرياضة نجد قليل مما يسعدنا وكثير مما يتعسنا مواهب وجدت في عملية النسخ واللصق مهاراتها، وجسدت تعثرا قولا وعملا للوظيفة الاسمي للإعلام الرياضي.
تمثيل حاضر لحالة العطش والقحط والجفاف أصابت ومازالت تصيب مساحة شاسعة من دوحة الإعلام.. إن إدراكنا الواعي لهذه الظاهرة رصد حجب مخيف لأسماء توارت خلفها إبداع نجوم وهامات نعزها ونكن لها تقدير جم.. أسماء توارى ضوءها في سماء الإبداع وعن قصد عطلت عطاءها الشامخة وإنجازاتها العملاقة بعقولها اكتسحت عوالم الإبداع وفكرها المنير عانقت فضاءات الحروف الرحبة، وقلبوا صفحات مشرقة من جوانب النجاح لكننا نتساءل أين هم الآن؟!.
إننا نعلم قساوة التراكمات التي خلفتها الحقبة الماضية نخرت في كل أوصال الوطن، لكني أعود وأقول من غير المجد اليوم البروز لمجرد التربيط أو ترقيع المواهب بلسان يجيد التزلف أو بهندام يجعل من كل من معه نظارة وشنطة هو صحفي؟!.
وعطفا على كل ما تقدم فإن من غير المصدق أو المعقول عمليات الإقصاء لكيان رأسه في صنعاء وأطراف بنانه في حديبو!.. قد نتقبل في الأخير تلك الخطوة من الأخ وزير الشباب والرياضي إن كان في أجندته القادمة النزول إلى عدن و الالتقاء بكثير ممن تباهت وفاخرت بهم اليمن قديما وحديثا عند تمثيلهم البلاد والعباد خير تمثيل.. عشمنا لا ينتهي في الأخ الوزير الطامح إلى تغيير إطار الصورة النمطية القديمة لوزارته.