دأب كثيرون من حملة القلم في الإعلام الرياضي على بيع الحقيقة لأول مشترٍ.. ومنهم من أنبطح حد (الرذيلة) ليرسموا صورة سوداوية لإعلام رياضي يمني مهترئ.. سيطر فيه الدخلاء وأصحاب العاهات المستديمة وانزوى الشرفاء في خانة النسيان وكأنهم غرباء عن حقل هم ُأسه وأساسه!.
أضحك كثيرا.. وأشفق على كثيرين يتزينون بالبدلة الأنيقة والحقيبة (العلاقي) والقلم.. ويمشون الخيلاء، يصوّر لهم خيالهم الحالم المريض أنهم نجوم الإعلام الرياضي وأساتذته.. ولو عُرضوا على جهاز (الكذب) لكشف زيفهم وبهتانهم، ولتبرأ من مواهبهم المزعومة المصنوعة في مطابخ بعيدة كل البعد عن شرف المهنة وقدسيتها.. إنما هي (أرزاق) في بلاط (العميان)!.
قرأت تصريحا صحفيا لوزير الشباب الحالي معمر الإرياني دعا فيه "الإعلاميين الرياضيين إلى العمل على إعادة تشكيل كيانهم بالصورة التي يرونها مناسبة".. الدعوة في حد ذاتها جميلة، لكن نرفض جملة وتفصيلا إعادة إنتاج (القبيح) إذ لابد من إبعاد تلك الوجوه المتزينة بـ(ماكياج) المصلحة والفهلوة المقرّبة من أصحاب القرار (فيما مضى) وجعلوهم بـ(الغصب) أوصياء على الإعلاميين الرياضيين، ويتحكمون في مصيرهم ومصائرهم.. إلى هنا ويكفي (كلنا عيال تسعة)!.
هل ستسمح الوزارة لكبار الإعلام الرياضي للعودة إلى ملعبهم ووضع خطط مناسبة تعزز من أمل (الحياة) وديمومة الهواء النقي بعيدا عن (النفايات)؟!. في يقيني أن تلك الوجوه البهلوانية المرفوضة - المفروضة في زمن الصمت الجبان.. سرعان ما ستعود إلى الواجهة، إذ يكفيهم - وهذا من وجهة نظرهم - الدخول إلى أقرب (حمام) - أعزكم الله - لغسل أدرانهم بـ(الشامبو والصابون)، وخلع (قميص عثمان) عندها سنرى دموع الألم وعبارات الأسى لما مضى من عهد بائد بغيض، والقادم أحلى، هكذا يفعلون المتلونون فلا رادع ولا ضمير ولا موقف شريف.
أعرف واحدا من (أسوأ ما خلق الله) تجده على رأس القائمة الإعلامية، وفي كل السفريات تجده مغردا فوق هامات السحب، متنقلا من دولة إلى أخرى، معززا مكرما بالمخصصات وبدلات السفر وآخر الليل يبعثرها في (لياليه الحمراء) فلم يحرص على من حمّلوه الثقة، ولم يسع لتمثيل بلده خير تمثيل، بل التمثيل به، وما خفي كان أعظم و (أزفت)!. أظن أن إصلاح الوضع الرياضي برمته يحتاج لحملات تطهير واسعة، وينبغي تعريجه على المفسدين كافة وجرفهم بـ(الشيول)، وهم احد أسباب دمار الإعلام الرياضي وبعض فئاته، حيث دسوا سمومهم في عسلهم، ما أنتج أقلام رياضية رخيصة تكتب وفقا لأهوائهم ورغباتهم وما على (المزمرين) سوى النفخ في مزمار الدجل والنفاق والهتان العظيم، وكله بحسابه، والنتيجة إعلام رياضي يدعو للتقيؤ و(الطرش).. ولا عزاء للشرفاء.
علي سالم بن يحيى
من يدفع للمزمر يختار النغمة! 1863