كتبت في السنة الفائتة (تلال 2011م كله مستورد) لأنتقد ما شهده الفريق من حالة (تدكيس) كبيرة للاعبين المحترفين محليين وأجانب، بدت غريبة، بل ومبددة للأموال التي كان يحصل عليها النادي ـ مجاملة ـ من الحكومة دونا عن غيره من أندية الوطن بهدف الحصول على فرصة لتلميع بعض الوجوه ـ سياسيا ـ بالاستفادة من سحر التلال!.
واليوم أعود للكتابة عن التلال، ولكن بعد أن عاد التلال فريقا طبيعيا ـ أو هو على الطريق ـ خالٍ من الدسم السلطوي مثل أغلب الأندية إن لم تكن كلها التي تتوحد - دائما - في الشكوى من الضائقة المالية، والضعف في المستوى الرياضي، والفشل في العمل الإداري المتلازم مع المشاكل في البنية الرياضية والنقص في كل شيء إلا في اللاعبين الموهوبين الذين يتسربون (هربا) من الأندية ويتيهون في زحمة الحياة، لأن الرياضة لا تؤكل عيش - حد زعمهم -. نعم التلال اليوم فريق طبيعي يبحث عن المحترفين بأقل الأسعار لسد ثغرات النقص في صفوف لاعبيه الشباب والناشئين أبناء النادي، بعد أن كان يبقي على بعض أبناء التلال لترقيع فراغ غياب أو إصابة الوافدين!.
ربما تسوء النتائج، وقد تتعقد أوضاع العريق في دوري (النطيحة والمتردية)!!، لكنه رغم كلما ما سيحدث سيظل التلال الفريق الأقرب إلى قلوب الناس من غير فواصل أو حواجز حاول البعض اصطناعها، لأنهم وببساطة يرونه تلالهم الأقرب إلى قلوبهم، لذلك فهو يستمد قوته من حبهم له.
التلال اليوم بدون إدارة شرعية مثل كل أندية اليمن، كما أنه يعاني من نقص المال كسائر الأندية, ومن عدم حيادية التحكيم الذين كانوا في مباريات كثيرة يلعبونها لصالحه، لكنه أيضا عاد ليعتمد على أبنائه في الإدارة - إن اختلفنا معهم - وفي التدريب واللعب وإن اختلفت وجهات نظرنا في استحقاقهم لشغل تلك الأماكن التي هم فيها الآن.. لكن الإجماع أو شبهه سيكون أيضا على أن هذا هو التلال الذي حاولوا عبثا سرقته مرارا، قد عاد ليعبر عن البسطاء الذين سيندفعون الآن ومن غير تحريض لدعمه في المدرجات بهتافات مجانية تخرج من القلب وليس من الجيب حتى تعود النكهة التلالية، ويعود التلال إلى طبيعته الحقيقية، كما عرفناه منبع للإبداع وساحة للتألق والأصالة والإمتاع!!.
التلال يخوض بطولة صعبة، وموسم استثنائي على المستويين المحلي والآسيوي، وسيكون على الجميع الالتفاف حوله لدعمه ومساندته، أولا من خلال العمل على إعادة تشكيل إدارة جديدة معبرة عن طموح المرحلة التلالية المقبلة، ومن ثم مساندة الفريق في البطولة المحلية والمشاركة الآسيوية، وعلى كل معني بالأمر استشعار مسئوليته من غير الحاجة إلى تكليف رسمي.. التلال بحاجة للجميع، كما هم بحاجته - دائما - عندما يبحثون عن الانتماء!!.
فرحان المنتصر
التلال الطبيعي!! 1785