* فقدت عدن والرياضة اليمنية أغنى الرجال نفسا وخلقا وتواضعا.. فقدنا أغلى الرجال حبا وعشقا ووفاءً وإخلاصا وتفانيا لرياضة الوطن.. فقدنا أعز الرجال موقفا وصلابة ومعدنا أصيلا تجاه من يحبه.. هكذا فقدت مدينة الشيخ عثمان بعدن مسقط رأسه ليخسر الوطن فجر الإثنين الموافق 12/ 12/ 2011م رحيل أشرف الرجال الموسوعة الرياضية اليمنية فقيد الشباب والرياضة الأستاذ (حسين إبراهيم النجاشي) لينتقل إلى جوار ربه، وليس لنا مفر منها.. إنه لرحيل صعب!!.

* من هو فقيدنا الأعز.. (حسين النجاشي)؟.. وهل يستحق هذا اللقب؟.. كيف (لا) يستحق أن تمنحه الجماهير لقب الموسوعة الرياضية، وهو الذي نالها بامتياز!!، وعلينا أن نضع كل نشاطاته وأعماله الرياضية تحت مجهر التاريخ الرياضي الحديث والقديم معا لتتحدث عن نفسها!!.
* إنه من مؤسسي رياضات (حمل الأثقال، الملاكمة، كمال الأجسام).. لاعبا ومدربا ومؤسسا لأول صرح لها بالشيخ عثمان باسم (مركز الأولاد) لتلك الألعاب ودرس ألعابها والتنظيم والإدارة (علميا) بالمعهد العالي للرياضة في لايبزج بألمانيا الشرقية (سابقا)، وتقلد منصب (مدير إدارة الأنشطة الرياضية والشبابية والمهرجانات) بوزارة التربية والتعليم منذ بدايات السبعينات، وساهم بنجاح في إعداد (منهاج) كدليل خاص لـ"مادة التربية البدينة" لمرحلة التعليم الأساسي في مدارس عدن لإنجاح حصص التربية البدنية الصفية.

* بعد مرحلته الرياضية الأولى.. دعونا نتابع المرحلة الرياضية الأهم في سجل مشوار هذا الفقيد الذي لم يخسره الوطن الذي اغتال أحلامه، بل خسرناه نحن الأكثر قربا من آلامه وعذاباته!!.
* الفقيد (النجاشي) كان بحق ثروة غنية بالمعلومات والمراجع الرياضية، والدليل التاريخي لذلك اختيار الأخ الأستاذ محمد أحمد قعطبي، وزير الدولة رئيس المجلس الأعلى للرياضية خلال المدة من (منتصف السبعينات - منتصف الثمانينات)، للنجاشي حينها تقلد منصبا رفيعا هو سكرتير عام اللجنة الأولمبية اليمنية بالمجلس الأعلى للرياضة، ليشكلا معا (توأمان) متناغمان جسدا به ألحانا رياضية رائعة.

* كما عين (النجاشي) نائبا للرئيس.. وأيضا مديرا عاما للأنشطة الرياضية بنادي وحدة عدن في عهد القعطبي كرئيس للنادي أيضا الذي جعلوه هذه الأيام (قيادات الجهل) في العصر الصخري.. وهنا يكمن فارق العلم.. اللهم لا شماتة!.

* المرحلة الثالثة والأخيرة من المشوار الرياضي الذهبي لفقيدنا الغالي الأستاذ (حسين النجاشي) عندما اختتم هذا المشوار في الزمن الوحدوي بالقرار الحكيم من وزير ناضج بوزارة الشباب والرياضة الجنتلمان الدبلوماسي الذي يفرض على الجميع احترامه.. ولا يستطيع حتى أن تكرهه لا أسباب هو أعلم بها.. إنه الدكتور عبدالوهاب راوح عندما أصدر قراراه الشجاع لإعطاء عدن أحد أبرز الخبازين الذين يجيدون فنون عجن وطبخ الخبز، بحسب المقولة الشائعة.. أعطي الخبز لخبازيه.. وبهذا القرار أصبح (النجاشي) مديرا عاما لمكتب الشباب والرياضة بعدن، وهي أزهى مراحل نجاحات رياضة عدن التي استمرت لأكثر من (8) سنوات ليأتي عامي 2002- 2003م بفرمان آخر من الجهلمان ابن النظام العائلي الحاكم والفاسد في تلك الحقبة الزمنية الذي لم تعجبه نظافة يد (النجاشي) ليصدر قرار اغتياله من عمله ليجعله ضمن كفاءاتنا الرياضية بعدن (خليك بالبيت!!).. ثم أصبح مستشارا لمحافظ عدن للشئون الرياضية الذي جعلوه بدون استشاره ليختاره مجموعة من أوفياء عدن في مقدمتهم (القعطبي) الذي أراد القدر أن يموت النجاشي على يديه.. هكذا قدر الأوفياء.