قبل أيام اعترف رئيس اتحاد الكرة أحمد العيسي بعظمة لسانه خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده عقب اجتماع الاتحاد مع أندية الدرجة الأولى بأن المدرب السابق للمنتخب الوطني الكرواتي يوري ستريشكو أحدث تطورا كبيرا في أداء المنتخب الأول بغض النظر عن نتائج المنتخب في خليجي عشرين، هذا الاعتراف المتأخر دفعني لسؤال العيسي نفسه لماذا أصدرت قرارا بإقالة هذا المدرب مادام أن الأمر كذلك، وأن المدرب نجح في تطوير أداء المنتخب فنيا؟!!.
كلنا يعرف أن المدرب الكرواتي ستريشكو كان عبارة عن كبش فداء لأكثر من مليار ريال صرفت على إعداد المنتخب لخليجي عشرين وفوق هذه الحسبة خمسة ملايين دولار لا يعرف أين مصيرها حتى الآن دفعتها الشركة الراعية لحقوق نقل البطولة إعلاميا، وهي قناة أبو ظبي لأعداد المنتخب للاستحقاقات القادمة للمنتخب، فكان لابد من إقالة المدرب لامتصاص غضب الشارع الرياضي اليمن يفي الداخل والخارج بعد النتائج المخيبة للآمال في بطولة خليجي عشرين.
تصرف الاتحاد العشوائي مع ستريشكو تكرر مع العديد من المدربين الذين حضروا للعمل في اليمن، لعل أبرزهم الجزائري رابح سعدان الذي أوصل منتخب بلاده لكأس العالم في مونديال جنوب أفريقيا والبرتغالي جوزيه موريس الذي أقيل بمزاجيه شيوخ الكرة قبل توجه المنتخب لخليجي 19 بعمان، فذهب موريس للعمل في واحدة من أشهر قلاع كرة القدم العالمية، وهو نادي ريال مدريد كمساعد للمدرب الأشهر أيضا مورينهو, ونجا بنفسه من تجربه مريرة كان سيندم عليها طويلا.
حاليا يبحث اتحاد الكرة من وزارتي المالية والشباب والرياضة عن تمويل آخر لصفقة مدرب جديد يصرف عليه ملايين الريالات ثم يتركه يغرق بمواجهة صعوبات كثيرة تعترض عمله، لعل أبرزها تواضع العمل الإداري في الاتحاد وغياب المباريات الودية وانخفاض مستوى المسابقات المحلية في اليمن لنذهب بعد ذلك للمشاركة في خليجي 21 التي ستقام في البحرين لتأتي النتائج مخيبه للآمال، ويتم إقالة المدرب ولتستمر الحكاية مع كل دورة كأس خليج.
شخصيا لا أتصور أي مدرب في العالم يمكن أن يحدث نقله نوعيه في أداء منتخبنا الوطني طالما ظلت سياسية اتحاد الكرة تقوم على مبدأ جيب مدرب، قيل مدرب دون النظر للأسباب التي ساهمت في تطوير كثير من المنتخبات المغمورة في المنطقة لذلك الفت عناية وزير المالية في حكومة الوفاق صخر الوجيه بعدم الموافقة على تمويل صفقة التعاقد مع مدرب أجنبي طالما لا نستفيد من هؤلاء المدربين سوى إفراغ الخزينة العامة للدولة.. وقديما قيل إن المال السايب يعلم السرقة.
@@@@@@@@@@@@@@@
بلاغ لهيئة مكافحة الفساد، أين اختفت خمس سيارات صرفت لاتحاد الكرة كعهدة من وزارة الشباب، ولم يتبقَ منها سوى سيارة المدرب؟
@@@@@@@@@@@@@
أحد أعضاء اللجنة المالية في اتحاد الكرة أطلعني على وثيقة تؤكد أن نفقات استضافة رئيس اتحاد الكرة مع حاشيته في أحد فنادق سلطنة عمان خلال خليجي 19 قد بلغت أكثر90 ألف دولار، احسبوا المبلغ كم يوازي بالريال اليمني؟؟.. أعتقد أن المبلغ يوازي الدعم السنوي لأربع فرق مثل التلال وأهلي صنعاء وشعب إب والصقر.
احمد الظامري
المال السايب!! 1856