لو كنت مكان المدرب الوطني أمين السنيني لاعتذرت فورا عن قبول عرض اتحاد الكرة بإعداد المنتخب لخليجي (21) على الأقل احتراما لشرف مهنة التدريب التي (مرمغها) هذا الاتحاد بالبحث والتفاوض مع مدربين أثناء التعاقد مع مدربين آخرين.. فالسنيني قبل مهمة قيادة المنتخب الوطني أثناء تصفيات كأس العالم في ظل ظروف صعبة ومعقدة يعلمها الجميع، لكن هذا الاتحاد ضرب عرض الحائط بتضحيات السنيني بالتفاوض مع مدربين آخرين أثناء قيادته للمنتخب لعل أبرزهم كاتانيش والفرنسي سيموندي الذي كشف هذا الأمر المخجل لموقع الجزيرة نت.
قبل أيام نقل موقع (يمني سبورت) تصريح لمدير المنتخب عبدالوهاب الزرقة يقول فيه: "إن الاتحاد يسعى لتكليف السنيني لمهمة إعداد المنتخب لبطولة خليجي (21) التي ستقام في المنامة".. وهذا الحديث يؤكد أن هذا الاتحاد لا يحترم عقوده، فقد سبق أن كلف السنيني بإعداد المنتخب لتصفيات كأس العالم بعد أن عجز عن التعاقد مع مدرب أجنبي، وهو ما يجعلني انصح الكابتن أمين بالاعتذار، لأن يكون مجرد مدرب (طوارئ)، وهو المدرب الذي عرف عنه احترامه لنفسه واعتزازه بمشواره التدريبي ناصع البياض.
لا أتصور أن هناك اتحادا يمارس عملية (هدمية) تجاه مدربه الوطني مثلما يفعل هذا الاتحاد، فهو يكلف المدرب الوطني بقيادة المنتخب، ثم يعطي مؤشر بعدم الثقة فيه حين يقوم بالتفاوض مع المدرب الأجنبي مثلما حدث مع أمين السنيني الذي حقق نتائج مقبولة أمام المنتخب العراقي القوي، فخسر في أبربيل وتعادل سلبيا في الإمارات، لكنه كافأ أمين بالبحث عن مدربين أجانب فور نهاية مشاركة المنتخب، وها هو يعيد الكرة مع السنيني عندما استجد هذا الظرف نفسها، وهو فشل التعاقد مع مدرب أجنبي.
أعتقد أن اتحاد الكرة مازال غير مدرك أن مشكلة المنتخب الوطني ليست في المدرب، فقد سبق له أن جرب كل ألوان المدربين المحليين والأجانب من دون جدوى، وصرفت الخزينة العامة مليارات الريالات للتعاقد مع هؤلاء المدربين من دون أي مردود فني، فنتائج المنتخب في أية بطولة قارية أو إقليمية يشارك فيها غير مرتبطة بالمدرب فقط، فالمشكلة مرتبطة بطريقة إدارة اللعبة في اليمن وتشخيصنا السليم لعلتها التي تبدأ من تواضع المنافسات المحلية، وعدم الاهتمام بالنشء والشباب وتطوير العنصر البشري الذي يمثل أحد أركانها المدرب الوطني المجتهد والإداري الحاذق.
خلاصة الحديث أن أمين السنيني هو المدرب الذي أوصل الكرة اليمنية للعالمية تحت محك احترامه لاسمه وسجله التدريبي، فإذا كان أمين سيقبل على نفسه أن يكون مجرد مدرب طوارئ، فهذا شأنه وإن يعتذر فإنه سوف يلقن اتحاد الكرة درسا مفاده أن احترام الناس وكفاءتهم أهم من كنوز الدنيا!!.
**********
هاتفني مدرب حراس منتخب البراعم الكابتن محمد راوح فقال: "إن مستحقاته المالية لمهرجان قطر التي شارك فيها عام 2009م لم يتسلمها حتى الآن".. فقلت له: "انضم لقائمة طويلة من المفقودات المالية لدى اتحاد الكرة تضم نادي الصقر ودرع العروبة واعتزالي الصباحي والنزيلي ووو بقائمة يطول سردها في هذه المساحة الصغيرة"!!.