من حق أبناء الشيخ عثمان وأبناء البريقة أن يفرحوا بعودة فريقهما الكروية من جديد إلى دوري الأضواء بعد معاناة في الدرجة الثانية.. ومن حق عدن أن تبتسم بصعود الناديين العريقين إلى موقعهما في دوري الأضواء.. كما أنه لا حزن على شمسان في بقائه في دوري المظاليم، فقد ارتضى لنفسه أن يبقى - دائما - بين أندية المظاليم وبعيدا عن الأضواء لأكثر من (10) سنين على اعتبار أنه من جد وجد ومن زرع حصد!!.. فوحدة عدن والشعلة جدَّا واجتهدا ومن ثم صعدا.. أما شمسان فلم يجد ولم يجتهد!!.. ومن الطبيعي أن لا يصعد برغم أن الظروف كانت مواتية له بالتأهل لو هم أرادوا!!.. ومن الطبيعي أن يتحمل كل أبناء شمسان هذا الإخفاق، وليس شخص بعينه سواءً من الإدارة أم من خارج الإدارة الذين لم يعملوا شيئا، واللاعبون الذين لم يثبتوا أنهم يستحقون الصعود حتى وإن عانوا كثيرا من مستحقاتهم لكن سوء أدائهم أمام خنفر ووحدة عدن لم يكن مبررا على الإطلاق.
أما شعلة عدن والوحدة فقد أثبتا أنهما الأجدر والأحق بالتأهل والصعود، وهذا التأهل بالطبع لم يأتِ من فراغ، فقد سخرت الإدارة الشعلاوية والوحداوية كل مقومات النجاح ولعب د. نجيب العوج رئيس النادي الأصفر والأخ عيدروس العيسي رئيس النادي الأخضر دورا كبيرا في تأهل فريقهما إلى دوري الأضواء، وأحسنا الإعداد وأعطيا لاعبيهم جميع مستحقاتهم المالية وزرعا الاستقرار عند اللاعبين من قبل انطلاق دوري الثانية وحتى الآن، بل وكنا نشعر حقيقة بتأهل الشعلة والوحدة نظرا للاستقرار الواضح في الفريق وإدارة قريبة من الفريق، ووجود لاعبين مميزين أثبتوا أن مكانهم الحقيقي في دوري الأضواء بعكس نادي شمسان الذي مازال بلا رئيس أو رئيسه غائبا عن النادي وإدارة معدومة في النادي سوى شخصين أو ثلاثة يعملون فقط بجهود شخصية ولو غابوا فلربما أغلق النادي أبوابه، لكن فيهم الخير أنهم يعملون قدر استطاعتهم بعد أن تخلت عنهم السلطة المحلية، وغاب عنهم الدعم وجعلوا النادي مثل الطفل الذي بلا أب أو أم!!، فكان من الطبيعي أن يظل شمسان على ما هو عليه في دوري المظاليم.
وإذا كنا نبارك للشعلة والوحدة تأهلهما إلى دوري الأضواء، فهذا لا يعني أن مهمتهما قد انتهت، بل نعتبر صعودهما إلى الأضواء تصحيح موقع الفريق، ولابد من الآن العمل على بقاء الشعلة والوحدة - دائما - في الأضواء، بل ومنافسا على أفضل المراكز في دوري النخبة من خلال وضع إستراتيجية واضحة للفريق، ووضع ميزانية مالية للموسم الكروي، وتعزيز الفريق بلاعبين محترفين حقيقيين، وليس محترفين (دعاية)، بل حقيقين يستطيعون أن ينفعوا النادي، ويصنعوا الإنجازات، وهذه مسئولية الإدارة في وضع الخطط والبرامج للفريق من الآن، والاستفادة من المواسم السابقة التي أدت إلى هبوطهما.
فمن خالص الأعماق نهنئ وحدة عدن والشعلة اللذين شرفا محافظة عدن بتأهلهما إلى دوري الأضواء، حيث موقعهما الطبيعي، وفي الوقت نفسه نحثهما على العمل بجدية في البقاء في الأضواء من خلال مضاعفة العمل الإداري والتخطيط السليم حتى لا يعودان مرة أخرى إلى دوري المظاليم، فليس مستحيل في كرة القدم إذا كان المسئولون يعرفون واجباتهم.
أما الشمسانيين فعليهم إنقاذ ناديهم بعدما دخل اليأس في قلوب محبيه، وعلى الجهات المسئولة أن تساعد النادي في إيجاد رئيس للنادي قادر أن يعمل شيئا لأبناء الجبل.. لا أن تتركه وحيدا وكأنه ليس من كوكب الأرض، كما عملت لعدة أندية، وعلى أبناء شمسان إذاما أرادوا الصعود للفريق الكروي وبروز بقية الألعاب أن يساعدوا أنفسهم بالبحث عن رئيس لناديهم يستطيع أن ينقذ النادي، ويعمل على تطويره، وليس كما نراه اليوم أو نراهم متفرجين أو (حشاشين) في المقاهي ومجالس القات.