سجل يا زمن.. قبل فوات الأوان.. إن كفاءاتنا الرياضية المجربة في "عدن" تتساقط، وتندثر في طريقها إلى عالم النسيان.. بسبب الجحود والإهمال من أصحاب الشأن والقرار الرياضي في وطني الكبير اليمن!!.
توقف يا زمن وسجي أيها التاريخ.. في هذا اليوم المشؤوم الموافق 19 سبتمبر من عامنا الجاري سقط رمز أصيل من رموز الزمن الكروي الجميل.. وهو الكابتن فضل النورجي.. نجم نادي الأحرار (تلال عدن) حاليا.. وواحد من أبرز مؤسسي الصرح الرياضي بالقوات المسلحة حلال مرحلتي منتصف الستينات حتى منتصف السبعينات.. وهي مرحلة عطائه الجديد مع عالم الكرة اليمنية (دمج الأندية) عام 1975م.. بعد أن قدم لأحرار والفريق الكروي العسكري كل ما لديه من عطاء كمدافع صلب اشتهر فيه.. بالظهير الطائر.. لأكثر من (15) عاما مثل الوطن ودافع عن ألوانها بأكثر من محفل داخليا وخارجيا، وكلنا يتذكره في منتصف السينات هنا في عدن عندما لعب أجمل مباريات العمر.. أمام الموردة السوداني بطل أفريقيا.. والفريق الكروي الذهبي للإسماعيلي المصري بطل أفريقيا بعهد نجمي الكرة المصرية (رضا وشحته) آنذاك!!.
هذا الرمز الكروي النادر عاش مخلصا لمعشوقته كرة القدم.. ووطنه الكبير اليمن.. ابن حارة القاضي بعدن الحضارة.. عدن المنارة.. لؤلؤة البحر الأحمر التي أنجبت هذا العاشق لألوان ناديه (تلال عدن) النادي الأعرق تاريخيا.. الكابتن القدير (أبو راغب) فضل نورجي الذي وضع التلال في حدقات عينيه.. وفي أحشاء قلبه، وعاش فيه لاعبا ومدربا مساعدا لفريقه الكروي الممتاز لينال معه على (أول كأس) في أول بطولة كروية يمنية في الدوري العام بعد (وحدة الوطن) عام 1991م في عهد الأخ د. عزام خليفة والكابتن حسين عمار.. ليظل هذا العشق أبديا بين التلال والنورجي حتى هذا اليوم من كتابة هذه السطور ليصبحا عملة واحدة لوجهين صادقين وبشرف.. لنجد هذا النورجي الأصيل قد تفنى نصف عمره الحقيقي في خدمة البيت التلالي.. ولكن بعيدا.. من المتشدقين اليوم بحب التلال!!.. ويا لها من مفارقة غريبة كتب كلماتها، وتغنى بها فناننا الكبير محمد سعد عبدالله - رحمة الله عليه - في أغنيته الشهيرة التي أصبحت اليوم لسان حال الكابتن المكلوم "فضل نورجي" (غدار يا زمن)، وخاصة هذا المقام أو البيت الغنائي الذي يتناسب بين إخلاص (المورجي) للتلال.. وبعض الدعاة لعشق التلال.. ذلكم المقطع الغنائي مفادة يقول: "ال..... تخلص لهم والـ.... تغدر بهم!!".
 توقف يا زمن لمعرفة عذابات أبو راغب (فضل نورجي) وأصالة ابن تلال عدن.. أي نعم وبعد عطاء دام لأكثر من (40) عاما، كان مليئا بالحركة والنشاط الدؤوبين.. فقط سقط الطود الشامخ أرضا مغميا عليه.. هكذا فجأة دون حراك يذكر.. في ذلكم التاريخ المشؤوم الذي ذكرته سلفا.. وهو يودي واجبه الوظيفي كمدير للعلاقات العامة بالمؤسسة الاقتصادية بعدن.. يارب من له حبوب!!.
إنه الكابتن المعطاء فضل عبدالرحمن نورجي (أبو راغب) يا هؤلاء!!.. ها هو اليوم يعاني الأمرين من عذابات ارتفاع السكر والضغط معا ليوقعاه في شرور الجلطة الدماغية ليفقد الحركة والكلام.. كل هذه العذابات مع آلام الزمان جعلته طريح فراش بيته وحيدا بين أسرته وأولاده الذين ينتظرون ابتهالا إلى الله العلي القدير صباحا ومساء لإعادة رب هذه الأسرة.. صديقنا المكلوم فضل نورجي الذي ظل عنوانا للوفاء وخدمة الجميع.
أبا راغب.. يا سادتي .. الكابتن فضل نورجي أصبح اليوم يشكو حاله للزمن بكل أنواع جحوده، أملا إن عدن بخاصة واليمن بعامة مازالت بخير لأنها مليئة ببقايا الرجال الخيرين.. فهل هناك من يعيد ابتسامة النورجي!!.