منتخبات العالم تتطور، وتتقدم طوال العام، فهي في استعدادات ومعسكرات، وإقامة مباريات ودية مع منتخبات قوية، واهتمام غير عـــادٍ من قبل اتحادات بلدانهم الرياضية.. وما أسفرت عنه نتائج الجولة الأولى للمرحلة الثالثة من تصفيات قارة آسيــا المؤهــلة لمونديــال البرازيل 2014م، وخـــاصة نتيجة مباراة تايلاند وأستراليا التي انتهت بفوز المنتخب الأسترالي بشق الأنفس، وبصعــوبة بــالغة بهــدفين لهدف جعلتني - وهي الدليل - أبصم بالعشر بأن منتخب تـــايلاند ليس هو ذلك المنتخب الذي عرفناه منذ سنين.
لا أخفي عليكم، فلم أشاهد المباراة على الهواء نظرا لارتباطي بأعمال خــاصة، فلم تتح لي الفرصة لمشــاهده تلك المفاجئة الرائعـــة لمنتخب تـــايلاند..وما زادني تحســرا على المبــاراة وعــدم مشـــاهدتي لها هو اتصال أحــد الأصدقاء الأعزاء واصفا لي روعة الأداء التــايلندي الأكثــر من رائع.. ومــا زادني إصرارا على مشـــاهده المباراة معــادة في اليوم التــالي مــا قاله لي صديقي الريــاضي، وهو أن المنتخب التــايلندي هو من بدء التسجيل.. فلم أصدق ما سمعته نظرا لقوة الأستراليين ولخبرتهم الكبيرة، ولأنهم أصحاب المركز الثاني والعشرين على مستوى العالم في تصنيف (الفيفا) مؤخرا.
لكني توصلت لحقيقة مفــادها أن المنتخب التــايلندي ومن خلال الخمس السنـــوات الماضية أستطاع التفوق على نفســه، وأثبت ليس لأستراليا وحسب مدى قوته وتطوره بل لمنتخبــات آسيا كــافة، ومـا وصل إليه لم يكن بالسهل أن يصل إليه أي منتخب مــا لم يمتلك اتحــاد كرة يعمل للصالح العــام، ويسعى لتشريف اسم الوطن، والحرص على رقيه، ولا شيء اسمه مستحيل.. فتايلاند لم يعــد ذلك المنتخب الذي يشــارك لمجرد المشاركة أو لتكملة عدد هذه المجموعة أو تلك.
يا جمــاعة الخير الناس يشتغلون ويجتهدون ويبذلون الغالي والنفيس، ويمهــدون كــافة الطرق والسبل، ويسخرون كل الإمكانيات والطاقات، ويذللون كــافه الصعـوبات في سبيل رؤيتهم لأعلام بلدانهم ترتفع، ويسمُع نشيدها في كــافة المحــافل القارية ليس للمشاركة فقط بل لوضع بصماتهم الواضحة على رأس الخارطة العالمية لكــافة البطولات على مستوى العالم.
المهم أثــارني كلام صديقي، وعــاهدت نفسي على أن أشــاهد المباراة معـــادة في اليوم التالي من أية قناة رياضية حتى إن شـــاء الله من اليمن الفضــائية، ولكنني قلت في نفسي يبدوا أن منتخب تــايلاند ورغم خســارتهم قد حــالفهم الحظ بالخروج بأقل الخـــسائر وبهــدفين لهدف فقط.. لكني سرعــان مــا غيــرت رأيي بعد مشــاهدتي للمباراة لذلك المستوى الراقي الذي قدمه أصحــاب بــانكوك في أغلب فترات اللقاء، ولتمكنهم من إحراج الكنغر الأسترالي في أرضه وبين جماهيره.. حينها أشفقت على منتخبــاتنا في جميع المشاركات الرياضة، ولعل آخرها وكما تعرفون جميعا خليجي 20.
لو ترجعوا معي قليلا إلى الوراء، وتتذكروا منتخبنا الوطني الذي كان يتغلب على تــايلاند بالثلاثة والأربعة، والآن أتحدى منتخب السعودية التغلب على تايلاند، والأيــام بيني وبينكم، والدليل فوز تايلاند على المنتخب العماني بثلاثية نظيفة في الجولة التالية.. ما أرت أن أعرفه هو، لماذا رياضتنا دون رياضات العالم ترجع إلى الوراء، ولا تتقدم الأمام قيد أنمله؟!!.. أوجه رســالتي للاتحاد العــام لكرة القدم، ولوزارة الشباب والرياضية، وأقول فيها "أنقذوا المنتخب الوطني، وحـاولوا ولو محــاولة واحدة، ولن تخســروا شيئا، ولتدرسوا التجربة العمــانية، ولتخطوا على خطــاها، ولتجعلوا رياضة تايلاند وما وصلت إليه أنموذجا.. وكفى!!.