لا يستطيع أي طرف من أطراف معادلة دورينا المقهور بالاستمرار خارج إطار تكافؤ الفرص وعدالة المنافسة أن يجزم أن هذا الدوري الممسوخ بقرار الاستئناف القسري مازال يحتفظ ولو بجزء بسيط من الشرعية القانونية والرياضية التي تمكنه كطرف مساهم فيه من التباهي والإحساس بالفخر أو حتى ضمير راضٍ، لأنه ساهم في إنهائه والوصول به إلى هذه المرحلة.
لا شك أن كل أو لنقل الغالبية الكاسحة من الأطراف التي حافظت على دورها المشبوه في إكمال البطولة باتت تدرك أنه مجرد دوري سياسي يراد له أن يصل إلى خط النهاية كيفما كان وبأية طريقة كانت، المهم هو القول إن دورينا كمل، وهذا يعني بالنسبة للجاثمين على صدر الرياضية أن أمور اليمن تمام التمام، أو هكذا يعتقدون بأنهم سينجحون في تصوير الواقع بعكس حالته الطبيعية.
محاولات يكشف حقيقة زيفها الواقع المعاش ميدانيا، وتدحضها الأحداث المتلاحقة ساعة بساعة في ربوع اليمن السعيد، لكن ماذا عسانا أن نقول عندما تتدخل السياسة لإفراغ الرياضة من مضمونها الاجتماعي الوطني الباحث عن التنافس الشريف في ظل فرص متكافئة، وظروف أمنية تحقق عدالة المنافسة، وتساهم في رفع المستوى الرياضي الذي يدخل ضمن مفاهيم الإبداع الإنساني الذي تتحقق مفرداته في جو من الطمأنينة والسلام وليس التوتر والشقاق.
وقبل أن أجدد التذكير بأدلة سقوط الشرعية عن هذا الدوري، أجدني مطالب بالتأكيد على أن ما بني على باطل فهو باطل، وأقول إن بطل هذا الدوري لن يكون بطلا شرعيا لأن المسابقة فقدت شرعيتها واختلت موازينها، وكذلك باقي الأشياء المترتبة على هذه البطولة من هبوط وتهبيط وخلافه.. وبالتالي فإن كل الأطراف المتضررة من تلك النتائج تظل محتفظة بكامل حقوقها القانونية.
لقد نزعت الشرعية عن هذا الدوري في أول غياب لفريق حسان عن المباريات، ليس بمجرد الغياب كحدث، ولكن بتأخر الاتحاد في إصدار قرار بخوص المباراة قبل تاليتها، بل وتجاهله لرسالة حسان التي طالبت بتأجيل مباراته التالية، ما يعني أن مسألة غياب حسان كانت ورادة بسبب الظروف القاهرة التي سردها في طلب التأجيل وكررها من بعده الرشيد في طلب إلغاء الدوري، وبالتالي لم يتبع اللائحة التي تعصب لها في مواجهة حسان ومن ثم الرشيد والصقر، ولعب دور المروج لخرقها من خلال فتح باب التسجيل للمرة الثالثة من دون أي غطاء شرعي لقرار خطير ينسف كل قانونية البطولة سمح للفرق من خلاله تسجيل ستة لاعبين خارج مرحلتي القيد المحددة بلائحة المسابقات.
وبمجمل الأحداث التي رافقت سير هذه البطولة، وما رافقها من خرق للوائح، وعدم احترام لناموس كرة القدم الذي يؤكد على أهمية المحافظة على سلامة اللاعبين وحياتهم، فإن النتيجة النهائية لا يمكنها إلا أن ترفع رسالة لكل من ظل محافظا على نهج "ياشيخنا نحنا فدالك أنت الدجاج ونحنا عيالك".. نقول لهم"عفوا.. دوريكم فقد شرعيته".