فوزي بامهيد الحارس الكبير الذي مر على كرة القدم اليمنية في الحقبات الماضية، هو أحد سلالة الحراس الكبار الذين أنجبتهم كرة القدم اليمنية عبر بوابة محافظة أبين ونادي حسان تحديدا في إطار تخصصها في تفريخ النجوم وصناعتهم ليكونوا في خدمة كرة القدم اليمنية.. هذا العملاق.. وهذا الخلوق ودع ساحات كرة القدم وملاعبها بعد مشوار لافت كان للفانيلة الوطنية مساحة كبيرة فيها بعدما مثل المنتخبات في مناسبات عدة، حين كان يصنف بأنه بين أفضل حراس الشباك في ملعب كرة القدم اليمنية وأنديتها.
فوزي الذي أنهى مشواره بألوان نادي الهلال الساحلي في الحديدة في أزهى سنوات تاريخه التي كان فيها يعانق البطولات للمرة الأولى بعدما خاض فيها سنوات طوال في كتيبة حسان ينتظر أن يكتب آخر عناوين تلك المشاوير بمهرجان تكريمه ووداعيته كما هو الحال مع كل النجوم.. وهو أمر يرمي بثقله صوب الشيخ أحمد صالح العيسي رئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم والرجل الأول في الهلال الساحلي الذي مازال بامهيد حتى اللحظة أحد مقومات جهازه الفني، ليكون في موعد متجدد مع تبنيه لتلك المواعيد التي تمر - دائما - بالمعضلات إلى حين يتدخل، كما كان في اعتزال نجوم سابقين كجياب والغرباني وشرف البارك وغيرهم من لاعبي المنتخبات الذين قدموا للوطن وكرة القدم سنوات عمرهم.
كتابة الموضوع لا يعني بأية حال من الأحوال تذكير العيسي أو لفت انتباهه بأن فوزي بامهيد في قائمة الانتظار.. لأنني أدرك بأن العلاقة التي تربط الاثنين تمر من بوابة دائمة لم ينقطع فيها التواصل في كل السنوات الماضية التي كان فيها البامهيد حلقة بارزة في الهلال لاعبا ثم مدربا.. غير أنها رسالة حب تجاه لاعب يصنف بين الكبار من خلال تاريخ مميز وعطاء أميز لسنوات طويلة بألوان منتخباتنا وناديي حسان أبين وهلال الحديدة، حيث هو الحب الأبدي للشيخ الداعم وراعي البطولة.. وعليه فالأمر ما هو إلا تذكير لاتخاذ القرار المناسب وبنوده باتجاه هذا اللاعب الذي لم يشتكِ وظل حيث هو يخدم الهلال بعيدا عن الأهل والأصحاب.. بعيدا عن الديار.. هذا اللاعب الذي صنع تاريخه بموهبته الكبيرة، وكان يوما سدا منيعا لغزوات الخصوم باتجاه شباك المنتخبات في مناسبات عديدة.. هذا اللاعب الذي فضل الصمت ورفض التواصل مع الإعلاميين لنيل شفقة الحديث عنه وعن تاريخه.. هذا اللاعب الذي يستحق أن نحاكيه من كما كان يحاكي الألق، وكما كان يرسم ملامح شخصيته الهادئة التي تفرض الاحترام من قبل الجميع، لأنها تكتسي الخلق الرفيع والراقي الذي كان يرافق عطاءه مع كرة القدم محطة وراء أخرى.. هي رسالة حب لتاريخ هذا اللاعب الكبير.. أتمنى أن تكون سطورها في عناية الشيخ أحمد صالح العيسي ووزارة الشباب والرياضة ومحبيه للقيام بما يلزم.
خالد هيثم
فوزي بامهيد.. في مساحة انتظار كتابة السطر الأخير 2336