ليس سوى السلام منه نفتح آفاق المستقبل وفيه ننعم بالهدوء والسكينة، وليس سوى السلام انتصار حقيقي للوطن وما عداه أضغاث أحلام ونزغ شيطان، وبحث عن مناطق تعب وتصحر مشاعر وحمامات دم في حين ا ن منطقة واسعة جدا بحجم اليمن لابد أن ندخلها؟ آمنين وهي منطقة سلام.
لقد عشنا وعايشنا الخوف والصراخ والعويل والمنازل تتهدم والأزقة والحارات في طوارئ. جربنا الخوف بكل صنوفه وتنويعاته وما يترتب عليها من تأزيم أوضاع وشرور وآثام وندرة مياه وغاز وبترول...الخ، نتاج الحرب والخوف ولم تكن من نتيجة سوى الدمار الواسع ورغبتنا أن نعيش الحياة كما تستحق.
وإذاً فالمبادرة الخليجية تشكل تحدياً مهماً لسلام ضروري، هذه المبادرة التي رفضت صلفا وغرورا، هي اليوم قابلة للتنفيذ من اجل الأمن والسلام والاستقرار والتحدي فيها يكمن في القدرة على تحقيقها واقعاً وفق متطلبات المرحلة وساحات التغيير وانجازها كبديل عن الاحتراب، وهو التحدي القوي والأخلاقي من اجل تجاوز مرحلة قاتمة من تاريخ الوطن وللوصول إلى آفاق حرية حقيقية، فلقد جرب المجربون في امتشاق السلاح بكل أصنافه ولم يقدم حلاً سوى الدم وإهدار مقدرات وطن، فالحرب وصلت إلى مستويات ما كان لها أن تصل ولم تحسم خيار وطن وتطلعات شعب قدر ما كانت كارثة حقيقية.
وإذا السلام والاستقرار والحياة الكريمة تحدي كل الشرفاء الذين عليهم أن يخوضوه بقوة وضمير ديني ووطني، السلام هو اكبر انتصار لإرادة وطن وليس من يدفعون باتجاه توتير لأجواء ظناً منهم أنهم سيحافظون على مصالحهم الذاتية وقد وصل البعض من أولئك الذين أرادوها دمارا إلى مستوى الضياع الأخروي قبل الدنيوي ولم يجنوا سوى ماهم فيه الآن من تعب ولغب وبين الحياة والموت يرجون رحمته ويطلبون النجاة وكفى بالموت واعظا، باعتبار الحرب هي تشريد آمنين وأنه جريح وظلام دامس وبكاء بلا حدود و انتظار فجيعة تلو أخرى وانفجار يجره تحدي يجره موت ومتواليات هزائم، وبعد إذ إلى أين تذهب أحلام الوطن !؟.
لابد من قول صدق عند مليك مقتدر الوطن والسلام صنوان لايمكن أن يكون الأول دونما الثاني. إن الاختيار الحقيقي للمستقبل للتعايش مع الأمن والاستقرار بعد أن قدمت الثورة موجبات ما يستحق أن يعيشه الإنسان واستطاعت أن تدحر السلبي وأن بتضحية وكان ذلك ضريبة وطن يريد حرية ومستقبل. واليوم من ذات النهار الرائع، من الحرية التي اختارها الأنقياء الأتقياء لا بد أن يكون السلام هو العنوان الأبرز وأن يدرك الآخرون من الفرقاء أن تحديهم الكبير يكمن في السلام والحرية معا وتطلعات الثورة الشبابية وهو خيار ينبغي الإيمان به والعمل من أجله وتفعيل المبادرة الخليجية وفق الواقع الآن ومتغيراته. فهل يكون في الساحة الوطنية السلام عنوانا!؟ إننا ننتظر هذا التحدي الواعي والمنتصر للوطن وهو يرفض الحرب وصناعة الأزمات.
المحرر السياسي
المبادرة.. تحدي السلام 3433