لا شيء يمكن أن يبرر النكسات المتتالية للتحالف وأهله إلا أنها مؤامرة واضحة المعالم والمقاصد، مالم يكن هناك مبرر واحد حقيقي يكشف الغامض أو المخبأ في هذه الحرب الملعونة التي تطحن وطناً وتصيد أنبل الرجال وأشجعهم وأكثرهم صدقاً وشعوراً بالمسئولية ولا شيء يمكنه أن يشفع لأولي الأمر في خذلان حجور وما بعد حجور البيضاء وما بعد البيضاء وما سيستجد من خذلان حقيقي تبرهن الأيام أنه مدروس ومقصود وله مسارات أخرى، ربما تتكشف مع الأيام. وسنبقى نحن أمام علامة استفهام كبيرة على هذا الخذلان وسيبقى القائمون المعنيون في دائرة المؤامرة حتى يظهر ما يزيل جلاء الشك الذي يوشك أن يكون حقيقية. والواقع أن غياب المساءلة في هذه الانتكاسات المتوالية وغض الطرف عما يحدث من تراجع مخيف لقوى الشرعية ومعها التحالف يثير لدى المتابع كثيراً من الريبة ويدفعه إلى البحث عن سبب واحد لعدم المساءلة إلا إذا الهدف هو إفساح المجال للعبثية والفوضى وإحداث شرخ وطني كبير يصعب فيما بعد لملمته في كل الأحوال يبقى ثمة أمل واحد نراهن عليه (مجلس النواب) الذي تقع عليه مسئولية المكاشفة والمساءلة للمعنيين من قادة جيش وحكومة وأطراف أخرى عليه أن يقوم بجلاء الغامض وأن يبحث عن السر وراء هذا الخذلان الغير مسبوق وتوضيح كل ذلك للشعب ليعرف بالضبط أين مكامن الخلل. مجلس النواب معني بتحمل مسئوليته التاريخية، فالدماء التي سفكت، لا يمكن أن تذهب هدراً ولا الجماجم التي سقطت يمكن أن تكون نسياً منسياً وإلا فالجميع في دائرة الاتهام ولن نقول الخيانة. وإذاً نحن على قلق، سنظل نرقب مجلس النواب، ما الذي سيفعله أمام تداعيات الهزيمة وجراحات الخذلان.. وسنظل نطالب بتحمل الجميع مسئوليتهم في هذه الأوضاع التي باتت تذبح الإنسان في تطلعاته وآماله ويوشك أن يقع فريسة اليأس وهو يجد كل ما لدى التحالف والجيش الوطني أوضاع متردية وانتكاسات متتالية وبعض نيران صديقة إن استدعى الأمر ذلك لإجهاض حلم بنصر. ويبقى القول لنا إن مجلس النواب ممثل شعب ومعبر عن ضمير وطن، فهل يجرؤ على مساءلة المعنيين؟.. هل يقدر على ذلك ليبرهن أن إرادة الشعب هي المنتصرة؟ أم سيقع هو الآخر في اللامبالاة والمزيد من التقاعس واللا دراية كطريق ندم لا نرجوه..
أخبار اليوم/ خاص
سقوط الجبهات.. بداية المؤامرة 8514