بقلم: سودارسان راغافان ويتلوك كريغ
وفقا لخبراء في مجال الإرهاب، فمستقبل تنظيم القاعدة بعد وفاة أسامة بن لادن لا يزال غامضا، حيث هناك منافسة محتملة على قيادة التنظيم بين قادة الحرس القديم وأولئك الجدد الذين يديرون فروعا طامحة في أفريقيا والشرق الأوسط.
في البداية، تعني وفاة بن لادن أن خليفته المحتمل على رأس التنظيم هو أيمن الظواهري، نائبه منذ فترة طويلة. فعلى الرغم من أن الظواهري مختبئا أيضا طيلة العقد الماضي، لكنه كان الوجه والصوت الأكثر تعبيرا عن تنظيم القاعدة، حيث أصدر بيانات مصورة ومسجلة أكثر من بن لادن نفسه.
مع ذلك فإن الظواهري يُعتبر شخصية مستقطبة داخل الدوائر العليا للقاعدة وهناك متطرفون إسلاميون من فصائل أخرى يخصونه بالعداوة منذ فترة طويلة.
يتوقع مسئولون في مكافحة الإرهاب بأن يواجه الظواهري صعوبة كبيرة في الحفاظ على الوحدة داخل القاعدة وفشله في اجتذاب أتباع جدد.
من بين الزعماء المحتملين الآخرين لقيادة القاعدة بعد بن لادن هم شخصيات كاريزمية يقودون فروع تابعة للتنظيم في أماكن مثل اليمن التي تمثل الآن أكثر الأماكن خطورة حتى من القيادة المركزية للقاعدة.
على مدى العامين الماضيين، نفذ فرع القاعدة في اليمن هجمات إرهابية كانت الأكثر جرائه من غيرها ومن بين قيادة هذا الفرع رجل الدين اليمني الأمريكي أنور العولقي.
يقول روهان جوناراتنا، رئيس المركز الدولي للعنف السياسي وبحوث الإرهاب في سنغافورة: "ترك بن لادن وراءه عددا من الجماعات التي تأثرت به بشدة. فقد بنى حركة ستصمد أطول منه".
في أجزاء أخرى من العالم العربي، خمد بعد 11 سبتمبر التعصب الديني لابن لادن ولأيديولوجياته. وكشفت موجة الاحتجاجات الشعبية التي اجتاحت شمال أفريقيا والشرق الأوسط عن عدم تورط بن لادن والقاعدة فيها، حتى أن الحركات الإسلامية تدعو الآن إلى الديمقراطية بدلا عن الإمارات الإسلامية التي كان بن لادن يسعى لإقامتها في العالم العربي منذ فترة طويلة.
وحتى في أوساط مؤيدي التنظيم، فإن وفاة زعيم كاريزمي مثل بن لادن قد يجعل من جمع الأموال أكثر صعوبة.
مع ذلك، فإن بن لادن أنشى كوكبة من فروع القاعدة تمتد من أفريقيا حتى الشرق الأوسط ومترابطة بالأيديولوجية والولاء لقيمه وتكتيكاته الأساسية.
يقول الخبراء في مجال الإرهاب إن هذه الفروع كانت جزءا من خطة كبرى أعدها بن لادن لمد جذور القاعدة إلى أماكن أبعد وترك إرثه الذاتي.
مثل هذه الفروع تتلقى القليل، أن وجد، من الدعم المالي والمادي من قيادة القاعدة المركزية في أفغانستان وباكستان أو حتى توجيهات.
هذه الفروع عملت باستقلالية، مديرة حملات تبرعات خاصة بها والتجنيد وصياغة الاستراتيجيات. غالبا كان بن لادن ورفقائه يقدمون التشجيع البلاغي والديني.
اليمن بشكل خاص من المحتمل أن تصبح ملاذا بارزا ومقرا عملياتي للموالين للقاعدة، مما يخلق تحديا أكبر لإدارة أوباما. فهذه الدولة الفقيرة وغير المستقرة في الشرق الأوسط هي موطن للقاعدة في شبه الجزيرة العربية التي حاولت مهاجمة الولايات المتحدة مرتين منذ 2009.
لكن اليمن لا يمكن أن تكون منطقة القلق الوحيدة للولايات المتحدة وحلفائها. ففي الصومال تسعى القاعدة المرتبطة بحركة الشباب للإطاحة بالحكومة الانتقالية المدعومة من الولايات المتحدة وتحويل المنطقة إلى إمارة إسلامية على غرار طالبان.
وفي شمال وغرب أفريقيا، قتلت القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي غربيين وشنت هجمات انتحارية. ويُعتقد أن هذا الفرع هو من نفذ تفجير الأسبوع الماضي في مقهى شعبي بمراكش والذي أدى إلى مقتل 16 شخصا معظمهم أجانب.
الظواهري هو آخر كبار زعماء القاعدة الباقين وهو مطلوب بتهمة التورط في هجمات 11 سبتمبر وتفجيرات السفارات الأمريكية في نيروبي ودار السلام في عام 1998.
وبمرور الوقت تدرجت شخصيات أخرى في صفوف القاعدة تتحمل مسؤولية إدارة هذا التنظيم، فتاريخيا سيطر على التنظيم سعوديون ومصريون وليبيون ويمنيون.
بعد بن لادن، ربما يكون أبو يحيى الليبي هو أكثر الأعضاء كاريزمية في دائرة التنظيم الداخلية. لقد أصبح الليبي أسطورة بين المتعاطفين مع القاعدة بعد فراره من سجن أمريكي في باغرام عام 2005 وانضمامه إلى التنظيم.
الشخصية الرئيسية الأخرى هو عدنان شكري جمعة، وهو مواطن سعودي عاش في الولايات المتحدة لمدة 15 عاما عندما كان شابا. مكتب التحقيقات الفدرالي صنف جمعة في العام الماضي بأنه "الرئيس الجديد لعمليات القاعدة الخارجية". وقد صدر أمر بالقبض عليه لتورطه في محاولة الهجوم على مترو الأنفاق في نيويورك عام 2009.
لكن ناشطي القاعدة في اليمن هم الذين يولدون القلق الأكبر في أوساط مسئولي مكافحة الإرهاب الأمريكيين. في وقت سابق من هذا العام وصف مايكل ليتر، مدير المركز القومي لمكافحة الإرهاب، فرع القاعدة في اليمن بأنه يشكل "الخطر الأكثر أهمية للأراضي الأمريكية".
العديد من كبار قادة القاعدة في شبة الجزيرة العربية لديهم روابط قوية مع بن لادن خلال قتالهم في أفغانستان ضد الاحتلال السوفيتي. السكرتير الخاص السابق لابن لادن، ناصر الوحيشي هو الذي يقود فرع القاعدة في اليمن.
وهناك بعض الشخصيات الأكثر نفوذا في اليمن الذين تربطهم علاقات مع بن لادن، منهم مستشاره الروحاني الرسمي عبد المجيد الزنداني، وهو أكثر رجال الدين نفوذا في اليمن، وتصنفه الولايات المتحدة بأنه إرهابي.
عبر الخطب المتطرفة التي يبثها عبر الإنترنت باللغة الإنجليزية، أمن العولقي الكثير من الأتباع في جميع أنحاء العالم، خصوصا في الغرب. لقد ارتبط اسمه بالرجل المتهم بقتل 13 شخصا في قاعدة فورت هود بولاية تكساس في عام 2009 وكذلك مؤامرة يوم عيد الميلاد وعملية الطرود الناسفة. وقبل نحو عام، خولت إدارة أوباما باغتيال العولقي الذي يُعتقد أنه مختبئا في جنوب اليمن.
إة وفاة بن لادن تأتي في وقت تواجه فيه اليمن أكبر أزمة سياسية منذ أكثر من ثلاثة عقود. الرئيس علي عبد الله صالح، وهو حليف رئيسي للولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب، متشبث بالسلطة في الوقت الذي يتصاعد فيه الزخم في الشوارع اليمنية وفي العواصم العربية من أجل الإطاحة به. لكن المسئولون الأمريكيون يشعرون بقلق عميق حول حكومة ما بعد صالح.
صحيفه نيو يورك تايمز الامريكية
فروع القاعدة تستعد لإنتاج قيادات جديدة 2788