افتتاحية صحيفة واشنطن بوست الأمريكية
منذ أسابيع ظهر الرئيس اليمني علي عبد الله صالح على حافة التنحي أو الإطاحة به، بعبارة أخرى أصبح حبل المشنقة حوله. في الأسبوع الماضي ظهرا لينا بعد خروج مقترح خليجي والذي ركز على نقل سلطات صالح إلى نائبه، في مقابل الحصول على الحصانة لنفسه وأسرته.
.ولكن يوم الجمعة , ألقى السيد صالح خطاباً هو الأحدث من بين سلسلة من خطابات التحدي أمام حشد من مناصريه , رافضا مقترح التسوية ومعيداً البلاد إلى مأزق خطير على نحو متزايد.
من مصلحة الولايات المتحدة إنهاء هذه الأزمة. فبينما صالح ينشر قوات مكافحة الإرهاب المدربة أمريكيا في محاولة يائسة للتمسك بالسلطة، تم إيقاف العمليات ضد تنظيم القاعدة في اليمن.
ووفقا لتقارير نشرتها واشنطن بوست ونيويورك تايمز، فإن القاعدة في شبه الجزيرة العربية يُعتقد أنها تستجلب المتشددين من أجزاء أخرى من العالم مصعدة من مخططاتها لشن هجمات جديدة، منها هجمات على الأراضي الأمريكية.
فكل يوم يظل فيه صالح في منصبه تزداد فرص غرق اليمن في حرب أهلية ستتجاذبها أيدي القاعدة وحركات متطرفة أخرى.
وحتى الآن، كما في أماكن أخرى في الشرق الأوسط، تتباطئ إدارة أوباما بالقبول بحتمية التغيير في اليمن، وتقل نفوذها في جهود التوسط في هذا التغيير.
فكما حصل في مصر، تجاهلت إدارة أوباما التحذيرات المبكرة بتلاعب صالح في الانتخابات وإن رفضه لحل وسط مع المعارضة قد يثير تمردا.
عندما بدأت الثورة، واصلت الإدارة دعم هذا الزعيم على أمل الوصول إلى اتفاق سياسي بموجبه يغادر صالح السلطة.
في هذا الشهر، تخلت إدارة أوباما عن تلك الإستراتيجية ودعمت المفاوضات لرحيل صالح. لكن بعد الاتحاد الأوروبي وحتى قطر، أعلنتها أخيرا إدارة أوباما وقالت إن على الرئيس أن يغادر منصبه ويجب البدء في نقل السلطة قريبا.
في الواقع، أن الوضع كان واضحا في 18 مارس، عندما أقدمت قوات صالح على إطلاق النار على المتظاهرين سلميا مما أدى إلى مقتل 50 منهم، تحول قدر نظام صالح إلى الشؤم.
وكما حدث في دول عربية أخرى هذا العام، لم يؤدي سفك الدماء إلا إلى تزايد قوة حركة المعارضة. كما انشق كبار قادة الجيش وزعماء القبائل عن الرئيس. من يقود قوات الأمن هم فقط نجله واثنان من أبناء أخوته.
إدارة أوباما تشعر بقلق حقيقي حول ما سيتبع زوال النظام، فعلى الأرجح ائتلاف هش من الحركة المؤيدة للديمقراطية وأحزاب المعارضة التقليدية، من ضمنهم بعض المتشددين الإسلاميين.
للدفاع عن نفسها ضد تنظيم القاعدة، قد تضطر الولايات المتحدة إلى تصعيد العمليات من قبل أفراد القوات الخاصة في هذا البلد أو اتخاذ إجراءات أخرى من جانب واحد.
فمن المنطقي الدفع بانتقال للسلطة مما يساعد في تقليل المخاطر ونفوذ الإسلاميين. فالوقت قد انتهى بالنسبة لمناورة صالح التي لا نهاية لها.
صحيفة واشنطن بوست الأمريكية
الوداع الطويل في اليمن 3019