هل من سلطة غير سلطة الشعب، هو من يقول كلمته الفيصل، وهل بعد الحشود الملايينية من شرعية أخرى غيرها وهي التي عبرت عن ثورة سلمية لم يحدث مثلها في تاريخ الأوطان، وهل أن هذا التغيير المنادي بالحرية والديمقراطية والمواطنة المتساوية يقبل التراجع اليوم إلى الوراء؟.. أسئلة يفرضها واقع التطلعات الشبابية التي تراهن اليوم على فعل التغيير، على المستقبل انتماءً، على الحرية ممارسة، ليست شعارات وفقاقيع هواء، فالتغيير اليوم رهان لا يقبل مطلقاً الخسارة ويصر على الانتصار بآفاق رحبة، تجسدت تطلعات هذا التنوع البشري في إطار الوحدة، وهذا الخلاف الذي تنجزه الكتل البشرية بلا حدود من أجل صباح يوم أغر تطرب له سنوات المُنى ويشتعل القلب وقد صار قاب قوسين يقبل المجاهرة وبأن يكون واقعاً لا مراء فيه مهما حاول من لا يرجون للوطن وقاراً العبث بهذا التطلع أو ناوروا كثيراً وفي ذهنهم أن شباب التغيير سينفذ صبره بفعل عامل الوقت غير أن ذلك ذهب أدراج الرياح وبقي الشباب في حومة الميادين يهتفون "سلمية سلميـة"، بنشيد تشرئب له القلوب لأنه من طول معاناة انبثق ومن بين أنين الحرمان وآهات المظلومين تحرك، ومن براثن الفساد وغياب القانون تمرد، ليبرز كما لم يتوقعه أحد من أولئك المتسلطين، في لوحة بشرية يعتمد التآزر الحقيقي، منطلقاً لمواجهة ما لابد من إلحاق الهزيمة به، ليبقى للزمن نكهته وللحياة أحلامها وللإنسان إحتفائيته وللثورة مشروعيتها..
وبلا أدنى ريب تأخذ المشروعية هنا قوتها من الجماهير الغفيرة وليس من أبواق الأزمات وإن كان الحق في التطلع والركونية إلى الكلمات المبرمجة..
وبلا مواربة فإن الملايين.. الملايين هي صندوق الصناديق الذي يقدّم نفسه اليوم بيناً، ليس فيه أدنى شك إنه تزوير أو قابل لذلك، فالديمقراطية أصوات الشعب هي اليوم رأي العين، فعن أي صناديق بعدها يمكن أن يتحدث المتحدثون، ماذا نقول والشيء بشيء يذكر عن ثورة الملايين في تونس ومصر؟، وهل نطالب بعودتها إلى صناديق الانتخابات 99.9%، أم نقبل بما هي عليه اليوم، معبراً عنه بالأعداد المهولة؟.. سؤال لأولئك السُذج من لا يفقهون عن الديمقراطية أنها تطلعات شعب يقدم نفسه اليوم في ميادين الوطن اليمني.
المحرر السياسي
التغيير رهانٌ لا يقبل الخسارة... 4380