التظاهرات التي تتم في ساحات التغيير على مستوى عواصم المحافظات أثبتت أنها تجاوزت كل الرهانات التي أطلقها بعض الساسة من كونها تؤدي إلى التشطير وإلى العبث بالأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي.
وهو الأمر الذي أكسب الشعب لحمة وطنية، لاتجاه واحد "التغيير" ضمن تنوع جغراسياسي لم تشهده اليمن على امتداد تاريخها الحديث.
ومن يتابع المظاهرات التي تتم في صنعاء وعدن وحضرموت والحديدة والبيضاء..إلخ، يجد أن العلم الوطني هو الراية التي تلتف حولها جميع الحشود وأن ما يصدح من الحناجر يمثل قوة غير عادية في مواجهة دعاة التشطير أو من يذهبون إلى هندسة بخلق حواجز نفسية اجتماعية لعب عليها بعض الساسة طويلاً وكادت تؤدي إلى حالة لا انتماء وإفقاد الهوية الوطنية البعد الحضاري الذي تستند إليه وتعمل من خلاله.
وإذا كان لهذه الفعاليات من مكسب حقيقي فإنها أكدت الروح الحضارية لهذا التنوع في الوحدة والوحدة في التنوع وإشتغال جميع المحتجين في إطار أخلاقي سياسي أكد أن اليمن غني بأبنائه في قدرتهم على تحمل المسؤولية والتزامهم بالسلم والأمن والاستقرار الذي يشجع فعلاً على المضي صوب إحداث تغيير يليق بالوطن اليمني وأبنائه الذين يشتغلون مثل خلية نحل واحدة لمطلب التغيير.. ولعل حضرموت التاريخ حضرموت الإبداع قدمت رسالة قوية وغير عادية حينما خرج أهلها في تظاهرات حاشدة تعلن وبقوة وقوفها إلى جانب ما تعرض له إخوانهم في ساحة التغيير في جامعة صنعاء وتدين مثل هذه الأساليب القمعية.. وتعتبر إن ما حدث من اعتداء صارخ على متظاهرين سلميين هذا اعتداء على كل أبناء الوطن.. وبذلك فإنها تقدم أروع نموذج للنضال المشروع الواحد الموحد من أجل التغيير وتثبت هذه المحافظة أنها السباقة على الدوام في الدفاع عن الثورة والوحدة ومكاسب الشعب اليمني.. وأنها تنتمي إلى الفعل الإنساني الذي يؤكد قوة الانتماء إلى روح وجوهر النضال الوطني اليمني على هذا الأساس فإن المتابعين للتحولات الراهنة يدركون جيداً أن ثمة إنجاز تحقق فعلاً على صعيد الواقع وهو أن كل أبناء الوطن بقواه السياسية الفاعلة يعتصمون يتظاهرون يرددون نشيد الوطن ليتجاوزوا عبر هذا التناغم كل من كان يريد بهم شراً أو يعمل في إطار إحداث خلخلة في النسيج الاجتماعي بمسميات متعددة من حراك إلى قاعدة إلى أمور أخرى ثبت عملياً أنها مجرد وهم ولم تكن يوماً إلا بفعل من يشتغلون على عنوان "فرق تسد" هذا العنوان الذي يستوعبه كل أبناء الوطن اليمني بفعل تجاربهم مع القوى الاستعمارية التي حاولت يوماً أن تنال منهم بهذا المعنى.. ولعل الانتقال إلى مرحلة أخرى بذات العنوان يجد الرفض الكلي والقطعي من قبل أبناء الشعب المشاركين في الفعاليات السلمية التي تنادي باللحمة الوطنية وأن ذلك هو الأساس في التغيير وأن الذي يحاولون عرقلة هذه المسيرة ويعمدون على الفوضى وإطلاق الرصاص العشوائي هم وحدهم الذين ينبغي تفويت رهاناتهم الخاسرة من خلال المزيد من إبراز جوهر الانتماء إلى الوطن ورفع بيارق الحرية في ساحات التغيير بشعارات واحدة موحدة وفي ذلك فاليتنافس المتنافسون.
المحرر السياسي
وحدة الإنتماء ما يؤكده اليمنيون 3148