ذات الوجوه التي ألحقت أفدح الضرر بالرئيس التونسي والمصري وبالحزبين الحاكمين آنذاك. هي ذاتها مع اختلاف الأسماء من تعمل على تقويض النظام، وتلقي بالوطن إلى التهلكة، هي من تمارس غواياتها في الوطن وتجيد محاربة طواحين الهواء لأنها لا تملك الوعي الكافي لإدراك الواقع وفعل التغيير ولأنها لا تمتلك القدرة على التفكير الصحيح في إقامة حوار وطني مع الآخر لذلك تفقد صوابها، تلجأ إلى المكايدة وأعمال الطيش.
وتدخل ميدان البلطجة من أوسع أبوابها ولم تفعل شيئاً سوى أنها قدمت ذاتها بلا رتوش كشفت عن مقدار خبلها العقلي حين تكون المؤامرة هي الثقافة التي تنهل منها لأنها في المحصلة لا تملك غير ذلك ولا يمكنها الانتساب إلى العصر بآفاقه الرحبة وما يتطلبه من معرفه عميقة تنطلق من الإيمان بالإنسان وحقه في التعبير والشراكة الوطنية باعتبار أنها جاءت من ذات التخلف الذي تخلص له وتنتمي إليه وتقود الأمية بجدارة إلى فعالية الاحتلال لساحة التحرير وما يرمز إليه تاريخياً.. هو احتلال إذاً للثورة وأهدافها، احتلال للتاريخ الذي صاغه انتصاراً شهداء الوطن، احتلال لمعنى القيمة الرفيعة لفعل التغيير الذي لا يجيده على الإطلاق من يتقاطع مع المعرفي ويتداخل فيه الخيلاء بالعُجب والكبر ليظن انه امتلك وطناً وله حق التصرف وكأنه بنكنوت مثل هذا اللاواعي لا يمكنه ان ينجز مهمة خلاقة إبداعية تقدم رؤية تعايش مع الآخرين لأنه فقد السيطرة على ذاته، احتله هوس الآمر الناهي فاعتقد ان بمقدوره كبح جماح التغيير وان لولاه لكان الطوفان قد اجتاح السلطة كاملها.. هكذا يرسل شفرته ويضع نفسه في مقدمة المتخندقين ضد الحياة، وكأنه قد وصل إلى منتهى العلم ببواطن الأمور وأنه وحده من يضع للتغيير نهايته.
بهكذا أدوات للنظام صدئة مهترئة يتحول الوطن بالضرورة إلى حيث يجب ان يكون، ويتوارى التخلف بكل أشكاله عند أول إصرار شبابي في جعل التغيير فعل ضرورة ويصير من اسقطوا النظامين التونسي والمصري هم بذات النكهة والطيش من يمارسون الطقوس الغرائبية المفزعة ضد المطالبين بالتغيير من الشباب في الوطن اليمني هم أيضاً من يقدمون
حلولاً تعجيزية تخصهم وحدهم ويريدون إقناع الآخرين عبر البلطجية ان شيئاً ما يمكن ان يفزع التغيير والمشكلة كلها تمكن في ان من يقود المواجهة لا يمتلكون المعرفي السياسي ولا المعرفي الثقافي الكافي بأن يقدمهم بشراً أسوياء ... إذاً ما يمارسون ليس سوى هواية دأب عليها من لا يدركون أبعاد الواقع وتحدياته ومن ألفوا ان يكونوا الحاكم بأمره عبر القوة المالية أو القابلة لأن تتحول إلى حالة بلطجية.
وإلا كيف نسمي احتلال التحرير توازناً نفسياً وحالة وعي بالثورة اليمنية؟!
كيف يمكن ان نقبل بأن تكون البلطجة اسلوب حياة في القرن الواحد والعشرين؟!
وماذا يقدم لنا فعل البلطجة المحتل لمساحة الثورة مرموزاً إليها بالتحرير غير التخلف في أرقى أشكاله؟!!
ولماذا يكون لهذا التخلف الكبير تكاليفه الباهضة التي تصل إلى مئات الملايين مقابل نصب خيمة ومقيل بطالة؟!
أسئلة تقدم نفسها لا يعقلها من ليس لديهم وعي ناضج في التعامل القيمي المعرفي والأخلاقي مع الإنسان اليمني أنهم حالات معزولة تماماً عن أبناء الوطن أشبه بجزرٍ نائية تحضرهم متطلبات حياتهم والسمع والطاعة في جغرافيا محددة لا ترى أبعد من غرفة مقيل ونكتة تدار أو تتداول.
لذلك ليس للشباب ان يصغي إليهم ولا يمكن ان يكونوا هؤلاء جزءاً من الحل للمشكلة اليمنية ولا يقبل بهم من يعير المواطن معنى ويخلص للثورة والوحدة الديمقراطية.. إنهم من متاع وأريحية والشباب من طموح وتوقد.
هم من امتلاك ثروة وتملك مقدرات والشباب من وعي بالضرورة و الحاجة.
بين الشباب وهؤلاء الحالة اللاواعية اللامثقفة ثمة بون شاسع، لذلك التغيير لدى الشباب مطلب حقيقي ينتمون به إلى العصر واللاواعي اللامثقف التغيير لديه إقلاق سكون وإزعاج حياة هانئة.. يتخذ الشباب من أجل التغيير صيحة الرفض واللاواعي اللامثقف يتخندق بالخيام، يتمترس بالمقيل، يناصب الجديد العداء بين الجديد الضرورة والحاكم بأمره تبقى الديمقراطية إرادة إنسان يقبل عليها الشباب وينكرها الذين دأبوا على بسط النفوذ والسيطرة..
المحرر السياسي
أدوات النظام المهترئة 3731