من ناقلة القول التأكيد بأن الثورة فعل تغيير لمنظومة سياسية اقتصادية ثقافية اجتماعية، وأنها لكي تكون في مستوى متقدم لا بد ان تنطلق من قيم انتماء وطني ورؤية معاصرة وإيمان بالآخر وشراكة فاعلة وحوار يستهدف الوصول بالوطن إلى حيث ما هو مؤمل ويحقق مكاسب الجماهير صانعة الفعل الثوري وأداة التغيير.
ومن البديهي ان أي تغيير لا يكتسب قوته وعمق تأثيره وتحقيق أهدافه إلا من خلال التآزر الواعي بين أفراد المجتمع واستغلال أمثل للطاقات والقدرات الشبابية وتجاوز كل قيم التخلف من مناطقية وطائفية التي لا يمكن أبداً أن تحقق سوى الهزيمة إن استطاع فريق ما إنتاجها كفعل مؤامرة يريده أن يكون بعد أن عجزت أدوات القمع عن إفشال فعل التغيير.. من هنا فأننا ندرك أهمية الاحتفاء بالمواطنة المتساوية وجعلها هي الحاضرة بقوة كبديل عن أي منتج ماضوي مارس التفرقة والتجزئة كي يسود الاستبداد ويلغي الإبداع.. وفعل التغيير المعاصر لم يعد يقبل اليوم مخرجات عقيمة يأتي إليها البعض كآخر أساليب المهزومين الذين يشعرون بأن القادم طوفان يكتسح كل البالي والعقيم وعليهم ان يقاوموه بذات الروح المعاصرة ومن خلال أدوات العصر وان يتجاوزوا كل دعوات تكرس التجزئة أو تدعو إليها أو تعمل من أجلها لحماية الانتفاعيين من القوى الظلامية التي طالما ارهقت الوطن وأرادته معبراً عن مصالحها بأدوات وقيم ومنظومة جهل وتخلف وهو ما لا بد من التقيظ له، وبالتالي على قوى التغيير الحقيقية ان لا تنجر في سعيها إلى الأفضل إلى ما هو انهزامي وغير عصري وخارج المطلوب، ويريد فعل احتقانات ليظل أولئك الفاسدون متربعين على التخلف العقيم الذي لم يثبت أنه كان في مصلحة الجماهير أو مستقبلها..
المحرر السياسي
الجماهير صانعة الفعل الثوري وأداة التغيير 3826