الأولى للحزب الحاكم أن ينتهج ما هو لمصلحة البلد بدلاً من العنتريات ودق طبول الفوضى وإقلاق الأمن والاستقرار.
والأولى للحزب الحاكم كما كان يرجى منه أن يعزز مكاسب خليجي عشرين في الأمن والاسقترار بمزيد من التفاهم والحوار الوطني لشراكه حقيقية، وأن يبدأ بصدق صفحة جديدة لإجراء انتخابات يكون الفائز الوحيد هو الوطن، بدلاً من أن يخرج من خليجي عشرين بتصعيد غير مسبوق والحديث عن السماء السابعة وسقوطها وهو أمر بيد الواحد الأحد جل شأنه وليس بيد من يريدون عتواً في الأرض وينادون بالدمار وصناعة أزمة جديدة ما كان لها أن تحدث لو أن ثمة إصغاءً للضمير الوطني وحباً للحياة وفرحاً بالمستقبل.
وكان خليجي عشرين فرصة قوية لإطلاق التفاهمات بدلاً من ذبح المكاسب على قربان التسلط والتفرد وإزاحة الآخرين وإقصائهم.
وكان الأولى للشعبي العام أن يجدد حضوره وانتصاراته الوطنية بمنح الشركاء ساحة لحوار كافٍ تكون فيه الإرادة الوطنية هي صانعة التاريخ الذي يحلم به كل أبناء الوطن الذين توقعوا أن يجدوا مساحة من الحلم قابلة للانتقال به إلى الواقع سيما بعد أن برزت الجماهير فاعلة وخلاقة ومنتصرة عقب انتهاء خليجي عشرين وبعد أن تصالح الكل من أجل مكاسب وطن.
ولربما أن هذا لم يرق لبعض قوى تدميرية لا هم لها إلا صب الزيت على النار وإبقاء جذوة الفتن قابلة للإشتعال، وهو أمر يدينه كل الشرفاء في هذا الوطن الذي يريده الطيبون هانئاً مستقراً.. والأمر إذاً أن الذهاب على الانتخابات بتفرد وطغيان سياسي هو أمر لا يمكن لمن يوسوس له الشيطان أن يتم على خير، ولا خير في من يصنع التحديات السيئة ويريد المباراة بعد خليجي عشرين هزيمة وطن..
من أجل ذلك نقول لأولئك الذين يراهنون على التسلط والإلغاء أن لا شيء من الأحلام المريضة يمكن أن تأتي إلى وطن برهن أنه أقدر على تجاوز السلبي، وقدم الأنموذج الرائع في خليجي عشرين وأن على القوى الباحثة عن مزيد من الفوضى وصناعة الأزمات أن تدرك جيداً بأن الآخرين لديهم من ممكنات الانتصارات الوطنية ما يفشل دهاليز الجرائم السياسية التي تتوالى على اليمن وطال مداها، وباتت تؤرق كل الشعب الذي يدرك أي معنى للعنتريات وإلى أين تؤدي وكيف يلحق بها الفشل الكبير، فالتاريخ يعلم الشعوب كيف تصنع بإرادتها ما يعبر عن طموحاتها وكيف تقبل بالحوار من أجل الإنسان ومستقبله وبدون ذلك يبقى الوهم لدى العناترة الجدد مجرد بوالين هواء من أول ضربة شمس تسقط..
////////////////
المحرر السياسي
العناترة الجدد 3818