;

الفقيد المناضل محمد علي هيثم :تاريخ وطني حافل بالعطاء والتضحيات والمواقف الشجاعة 2723

2008-10-18 22:01:59

عبدالباسط الشميري

يقف اسم المناضل الوطني الجسور محمد علي هيثم في مقدمة وصدارة الرموز البارزة للثورة اليمنية الخالدة، وأحد صناع فجر الاستقلال الوطني في ال 30 من نوفمبر من العام 67م لخروج آخر جندي بريطاني من على أرض الجنوب اليمني المحتل.

يحتم علينا اليوم ونحن نعيش أفراح احتفالات شعبنا بأعياد الثورة اليمنية الخالدة أن نقف بإجلال وعرفان أمام هذه الهامة الوطنية السامقة أحد صناع مجد وعزة وكرامة أرضنا وشعبنا انصافاً للتاريخ وأمانته في قول كلمة الحق بمثل المناضل الكبير الراحل/ محمد علي هيثم الرجل الذي وهب عصارة جهده وعطائه ونضاله من أجل الحرية والاستقلال.

فقد انطلق هذا الفارس "فارس الثورات الثلاث" كما جاء في عنوان الكتيب الذي صدر بعد رحيله إلى دار البقاء الأبدي يوم الجمعة 9 يوليو 1993م إثر نوبة قلبية أثناء مزاولته لعمله كوزير للتأمينات والشؤون الاجتماعية والعمل.

وحقيقة وأنا أمسك القلم والبياض للكتابة عن فقيد الوطن الثائر محمد علي هيثم كواجب أخلاقي ووطني وإنساني لمثل هذا الرمز العظيم أشعر أن الرجل لم يعط له حقه من استعراض مسيرة حياته الخالدة خلود الثورة والوحدة والبلد التي ينتميمنافحاً عن عزتها ومصيرها واتذكر أنني كتبت مقالة عن الفقيد في صحيفة الراية التي كانت تصدر عن وزارة الدفاع في عدن بمناسبة مرور "40" يوماً على وفاة هذا النجم الساطع الذي أفل بسرعة البرق والوطن في أمس الحاجة لخبراته وإدارته وتجاربه المشهود لها في كل مراحل النضال وقلت يومها إن أمثال هيثم من الصعب تعويض خسارتهم كونهم يتركون فراق أعماق مفاصل الدولة والحياة العامة للشعب اليمني الأبي الذي عرفه صاحب عطاء ومواقف وإخلاص لا حدود له لوطنه أرضاً وإنساناً.

لقد ترك محمد علي هيثم بصمات مضيئة ليس لشخصه ولصالح ذاته وأهله وذويه وقبيلته بل لصالح وطنه وشعبه الذي نذر أغلى سنوات العمر في النضال والكفاح لأجل تحقيق حقوقه في الحرية والتقدم والازدهار من خلال دخوله المبكر في صراعات النضال ضد الحكم الإمامي المستبد والاستعمار البريطاني البغيض حتى قيام ثورة 26 سبتمبر وإعلان النظام الجمهوري وتفجير ثورة 14 أكتوبر من قمم جبال ردفان الشماء بقيادة شهيدها الرمز الثائر راجح بن غالب لبوزة ومواصلة الكفاح المسلح حتى تحقق لشعبنا في الجزء الجنوبي العزيز من الوطن الاستقلال الوطني في 30 نوفمبر 67م.

ن محمد علي هيثم رجل الأحداث الذي كان طوال حياته في صميم المعركة الوطنية بكل جسارة وثبات يعتبر من أوائل القيادات التاريخية في اليمن وتحمل أكبر المسؤوليات في الجنوب عقب الاستقلال وكان أحد دعاة الوحدة اليمنية المباركة ومن أبرز الداعمين لتحقيقها وصناع مجدها في اليوم التاريخي 22 مايو 90م بقيادة ابن اليمن الرمز الرئيس/ علي عبدالله صالح ولم يكن ابن هيثم معزولاً عن هذا الحدث الكبير كما هو معروف في كل الأحداث المجيدة بل رجل مثقف وواعي وسياسي لا يعرف السلبية في حياته ولا يهاب الموت حتى وقد تعرض لأكثر من محاولة اغتيال في سنوات التآمر على قضية القيادات التاريخية للثورة في الجنوب التي طاردته المحاولة إلى قاهرة المعز في جمهورية مصر العربية فلم تهز من عزيمته وإصراره في التراجع عن مواقفه التي اقتنع بها.

ومع إصراري وقناعتي أن كتاب تاريخ الثورة والحركة الوطنية والباحثين في بلادنا لم ينصفوا هذا القائد السياسي الثوري المعروف في مثل مناسبات أعياد الثورة والاستقلال فقد اعجبت بتناولة ولو كانت غير كافية وليست بحجم الفقيد للكاتب الكبير الاستاذ/ سعيد أحمد الجناحي بعنوان "قادة ثورة 14 أكتوبر اتفقوا على طرد المستعمر واحتلفوا على السلطة" تناول فيها كل من المناضلين قحطان الشعبي وفيصل عبداللطيف وسالم ربيع علي وعبدالفتاح اسماعيل وعلي ناصر محمد ومحمد علي هيثم الذي كان ضمن هذه القيادات التاريخية حيث يقول الأستاذ/ سعيد الجناحي في استعراضه لمسيرة الفقيد محمد علي هيثم التي استند فيها إلى بعض المراجع منها السيرة الذاتية لمحمد علي هيثم وإلى الكتاب الذي صدر في أربعية الفقيد بعنوان "محمد علي هيثم أحد فرسان ثورات اليمن الثلاث"، إضافة إلى مراجع أخرى ومعلومات يعرفها عنه الكاتب المعروف الجناحي حيث تحكي هذه التناولة عن محمد علي هيثم الذي بدأ حياته مدرس وشخصية سياسية مناضلة ولد في قرية الحسك مودية محافظة أبين عام 1940م وانهى دراسته في عدن بعد أن اجتاز مرحلة الثانوية وكلية عدن ثم التحق بسلك التدريس مدرساً في المدرسة المتوسطة لكل من مدارس زارة، لودر ثم مدرسة مودية.

بدأ نشاطه السياسي حين التحق بحركة القوميين العرب أثناء دراسته في كلية عدن وحين عاد إلى منطقته برز كناشط سياسي وخاصة بعد قيام الثورة السبتمبرية في شمال الوطن اليمني مما عرضته إلى الإبعاد عن التدريس وفصله في أواخر عام 1963م وكان في هذه الاثناء قد انتقل إلى إطار الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن والتي تشكلت في أغسطس 63م وأصبحت حركة القوميين العرب جزء منها وفائدة لإطارها.

وفي عام 1964م تفرغ نهائياً للعمل النضالي ضد الوجود الاستعماري البريطاني في الجنوب وتصاعد نشاطه في إطار الجبهة القومية، كان ينتقل بين منطقة عدن وتعز يقنع الوطنيين للانضمام إلى الكفاح المسلح لتحرير الجنوب ويشكل مع عدد من رفاقه الفرق والخلايا العسكرية مد جبهات القتال بالمقاتلين وفي عام 1962م تولى قيادة جبهة المنطقة الوسطى والتي كانت تضم منطقة دثينة والعوذلي وكان مقرها "جبل فحمان" وفي عام 1966م تولى قيادة القطاع الفدائي في مدينة عدن، وفي عام 1967م انتقل إلى القاهرة بضغط من الأجهزة المصرية المشرفة على المساعدات لدعم كفاح شعب جنوب اليمن كان ذلك أثناء تواجده في تعز بعد أن وصلها للتشاور مع العناصر القيادية المتواجدة فيها لكنه عاد إلى موقعه النضالي في منتصف عام 1967م بعد أن تمكنت الجبهة القومية من الانسلاخ عن الوحدة القسرية المفروضة، وفي هذه الفترة شارك مع رفاقه بفعالية في تحرير حكم السلاطين في مناطق الفضلي والعواذل وبيحان.

ومن ثم كانت سيطرة الجبهة القومية على بريطانيا في التفاوض ونيل الاستقلال في نوفمبر 1967م شكل دور محمد علي هيثم النضالي بروزه كواحد من قادة التحرير ومن ثم اختارته قيادة الجبهة وزيراً للداخلية في أول حكومة للاستقلال الوطني ولكن حكومة الاستقلال واجهت حركة ائتلافية في 20 مارس 1968م وهي حركة أرادت بها قيادة الجيش تصفية العناصر ذات الميول الثوري والتغيير الجذري لكن تلك الحركة تراجعت أمام مقاومة صف واسع من قيادات وأعضاء الجبهة القومية ورغم الانقسام الذي أوجدته حركة مارس الانقلابية إلا أن حالة من الصلح حدثت بين قيادة الجبهة القومية مكنت الكثير من العناصر القيادية التي تعرضت إلى السجن أو الإبعاد من العودة إلى موقعها القيادي في الجبهة والاتفاق على الالتفاف حول برنامج مرحلة استكمال التحرير الوطني كمنهاج فكري للحكم، غير أن الخلاف على وسائل تنفيذ البرنامج أوجد خلافاً بين قيادة الجبهة القومية فتيار رأى أن يتم التغيير بالتدريج وآخر رأى أن يتم بالتجذير والانحياز إلى نظام قاعدته الجماهيرية الواسعة من أبناء الشعب وفسر التيار الأول بالإصلاح والآخر بالتقدمي.
a

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد