كتب/ علي منصور مقراط
ثمة مشاهد ملفتة ومثيرة لحمى الحراك الانتخابي الساخن في معركة التنافس على منصب محافظ أبين تستحق التناول والكتابة إلى عامة القراء الكرام الذين يتابعون بشوق واهتمام لتراجيديا هذا المشهد منذ صدور القرار الشجاع لتطوير النهج الديمقراطي بدخول البلاد ولأول مرة في انتخابات المحافظين وأمين العاصمة.
الأرجح أن الوضع الانتخابي يختلف في أبين عن باقي المحافظات ال20 الأخرى ليس باشتداد حرارة المنافسة بل في المواقف الذي يتخذه أبرز الشخصيات أو بالأصح القيادات بالمؤتمر الحاكم ودخولها المعركة الانتخابية بكل ثقة للوصول إلى كرسي المحافظ بصفتها المستقلة دون تقيدها بالقرار المنزل من الهيئات العليا باللجنة العامة التي أقرت ليلة أمس الماضي ممثل أبين في أعلى هيئة لصنع القرار السياسي للمؤتمر الحاكم باللجنة العامة المهندس م. أحمد الميسري مرشحاً لمنصب المحافظ والذي يجب أن يلتزم قادة المؤتمر بالقرار وتنسحب الشخصيات المؤتمرية عن الترشح لكن شيئاً من ذلك القبيل لم يتم حتى كتابة هذه السطور.
الحاصل أن (18) متقدماً للترشح لمنصب محافظ أبين هو أكبر رقم وصلت إليه أبين متجاوزة سائر محافظات البلاد في عدد المرشحين، لكن المطلعين على الشروط التي تتقيد بها اللجنة الانتخابية التي لا بد أن تتوفر للمرشح لن تسمح إلا لأقل من أصابع اليد الواحدة لهذا العدد من طالبي الترشيح، والأرجح أن المؤتمر الحاكم الذي اختار مرشحه بعناية وبشكل مدروس ممثلاً بالمهندس أحمد الميسري قد أتقن تماماً في تقديم أفضل شخصية مرغوبة وتحظى بإجماع كبير ليس في أوساط الهيئات والكوادر المؤتمرية فحسب بل على نطاق النسيج الاجتماعي لمحافظة أبين الأكثر تناقضاً والمعروف تكويناتها من المجتمعات القبلية وهي الفضلي واليافعي والعوبلي والكازمي والحسني والميسري والأخير المنتمي إليها مرشح الحزب الحاكم. . لماذا هذا القبول والرغبة والتفاؤل والإجماع أخيراً على م. أحمد الميسري؟
الإجابة لا تحتاج إلى وقت من التفكير والتأمل وهي أن هذه التجمعات القبلية الكبرى للنسيج الاجتماعي لمحافظة أبين ولا ننسى معها أيضاً الفعاليات والشرائح الاجتماعية التي تتخذ من مديريات خنفر وزنجبار ومودية ولودر وأحور و. . و. . الخ مقراً لها، إنها لا تنظر للأخ أحمد الميسري كمرشح المؤتمر الحاكم وبالتالي ضمان فوزه كونه يتكئ على قاعدة سياسية عريضة وهيئة ناخبة يستحوذ المؤتمر على (85%) من مقاعدها، الحقائق تجيب عكس ذلك وهو أن المرشح الميسري كتاب مفتوح وصفحة ناصعة البياض لشاب جاد ونظيف اليد وعرف بمواقف مشرفة من خلال عمله كمشرف لمحافظة أبين وانحيازه إلى الحق وتصديه للفساد والمفسدين وأيضاً رفضه للمناطقية والعنصرية ولم تكن له حسابات مع أحد في الماضي والحاضر وينظر إلى فضاءات بعيدة فضلاً عن مؤهلاته العليا وكفاءته وكل هذه العوامل جعلت أبناء أبين يقفون اليوم أمام إشراقة أمل تنبعث ليحل المهندس احمد الميسري المحافظة رقم (15) وهو أول المحافظين المتداولين على منصب محافظ أبين منذ فجر الاستقلال 30 نوفمبر 67م.
الثابت أن أبين تمر اليوم بأسوأ أوضاع على الإطلاق ولا أدري حقيقة وأنا كصحفي أراقب الحياة اليومية فيها كيف تسير وتتراكم قضايا الناس في ظل الفراق السلطوي الفاضح وتعمد معظم المسؤولين في التهرب من مظالم الناس وصرخات شكاويهم حد الاستهتار بها والحيز لا يكفي لتناول الأوضاع التي وصلت إليها المحافظة التي قد تصل إلى حد الإنفجار ولكم تتصوروا أن قضايا المواطنين لا يلتفت إليها مسؤول وكل شيء ينهار وتسير الحياة على بركة الله وإذا لم تتدارك فإن القادم ينذر بصعوبة العودة إلى الاستقرار والطمأنينة التي فقدت.
وقبل الختام فإن بصيص الأمل في المحافظ الجديد الذي يتمنى الطيبون أن يكون هو م. أحمد الميسري والذي يدرك أن جملة من المشكلات والتحديات ستقف أمامه لكن بتعاون كل الخيرين والشرفاء حوله لا مستحيل أمام حيوية وحماس وصدق وإخلاص شخصية شابة بحجم م. أحمد الميسري في تخطي الواقع والمضي إلى تحقيق الغايات المنشودة.
إلى لجنة انتخابات أبين
تتكون اللجنة الإشرافية لانتخابات محافظ أبين من ثلاث شخصيات معروفة في البلاد وهم د. منصور البطاني وكيل جهاز الرقابة والمحاسبة وأحمد عبدالله رئيس جهاز محو الأمية ومحمد بشير رئيس الاتحاد التعاوني الزراعي، وقد رأينا عملهم لا بأس فيه ولو أنه يغلب عليه احياناً طابع السرية وهو يجب أن يكون شفافاً مع رجالات الإعلام والصحافة الذين قدموا لتغطية شاملة بحيادية منذ وطأت أقدام اللجنة المحافظة. . لكن هل تعمل اللجنة طواعية وببلاش مثل هؤلاء الصحفيين الشرفاء الذين يمارسون المهنة بدون الحد الأدنى من الحقوق. . لعمري لم أعرف هكذا عمل. . وزادات مرافقين مع اللجنة يسألون الصحفي عن ما هي الصحافة. . أي أنه شكل من الاستفزاز والسخرية لصحفيين يخدمون الوطن في أدق مرحلة ومنعطف.