ثلاث سنوات مضت، والشعب اليمني يتحمل كل تبعات فشلكم في إدارة البلاد.
تنازلتم عن ملفات سيادية لصالح المليشيات، وتركتم العملة تنهار، والفقر يتسع، والفساد ينهش ما تبقى من أمل.
ومع كل ذلك، صبر الشعب، وتحمل، ورضي بكل هذا العناء فقط من أجل هدف واحد: إسناد المعركة المقدسة لاستعادة الدولة.
لقد قَبِل الشعب بكل هذا، لأنه ظن أنكم ستحملون المسؤولية التاريخية، وأنكم ستقودون معركة الكرامة حتى النهاية.
لكن بعد ثلاث سنوات، ما زال الشعب يناديكم مجددًا بوحدة الصف...
عن اي صف تطالب توحيده، وكل الصفوف موحدة بالفعل؟
وحدة صف مجلسكم غير موحد، بل في صفكم، داخل مجلس القيادة ذاته كل المشكلة ..
قبل ثلاث سنوات، قيل لنا إن نقل السلطة وتفويضها لمجلس القيادة جاء من أجل "توحيد الصفوف"، وكان المقصود – في جوهر الأمر – توحيد صف مجلس القيادة، لا صفوف الشعب.

لكنها كانت كذبة كبرى، وخديعة مستمرة حتى اليوم.
كنت أتمنى من فخامتكم، بعد مرور ثلاث سنوات، أن تخرجوا للناس بتقرير صريح:
ماذا تحقق؟
ماذا لم يتحقق؟
ما الذي نجحتم فيه؟
وفيما أخفقتم؟
لكن الحقيقة المرة هي أنكم أخفقتم حتى في البقاء داخل العاصمة المؤقتة عدن شهرًا واحدًا!
يا صاحب الفخامة،
الرئيس الأمريكي نفسه يكاد يخرج شبه يوميًا ليحدث العالم عن ما تحقق في الحرب ضد المليشيات الحوثية الإيرانية التي تحتل بلادنا.
يقول بكل وضوح: هنا نجحنا، وهنا أخفقنا.
أما فخامتكم، فلم تحدثونا – ولو لمرة واحدة – عن حصيلة ثلاث سنوات من توليكم إدارة السلطة.
لم نسمع منكم كلمة واحدة عن المعركة التي من أجلها أنشئ مجلس القيادة، ومن أجلها تم تفويضكم بإدارة السلطة .
فماذا ستقولون الآن؟
ما الذي يمكنكم تقديمه؟
كل ما لديكم هو سرد تنازلات قدمتموها للمليشيات الحوثية دون مقابل، تنازلات فتحت لهم الأبواب، وضيّقت على اليمنيين الأمل.
وبعد ثلاث سنوات من التفويض، يمكننا القول:
أهم إنجازاتكم أنكم حولتم ذكرى إنشاء مجلس القيادة من نافذة أمل إلى “يوم نكبة"،
يوم يندب فيه الشعب حظه، ويعتصره القهر، لأنه صدّقكم.